قاضي مرور من دوسلدورف أكثر من يخرق المرور في المدينة

«حاميها حراميها».. على الطريقة الألمانية

TT

نال القاضي الألماني مانفريد. ك (63 سنة) عن جدارة، لقب «القاضي ذو الرجل الرصاصية» لأنه لا يستطيع رفع رجله «الثقيلة» عن دواسة بنزين سيارته التي يقودها دائما بسرعة جنونية في الشوارع والطرقات. أما آخر خروقات القاضي المتخصص في قضايا المرور، أنه كان يركن سيارته في مكان ممنوع منذ 15 سنة مستخدما إجازة مزورة.

عرف عن «رجل الرصاص»، في دار القضاء بدوسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي ووستفاليا بغرب ألمانيا، تشدده في فرض العقوبات المالية على مخالفي قوانين المرور، غير أنه كان يستخدم كل الحيل «القانونية» التي يعرفها كي يتخلص من الغرامات المفروضة عليه.

ويعود الفضل في الكشف عن المخالفة الأخيرة إلى صحافي من جريدة «نويه راين تسايتونغ» الذي لاحظ أن سيارة القاضي لا تقف في المرأب المخصص لدار القضاء، بل في شارع ريب وفي مكان تمنع فيه دائرة المرور الوقوف منعا باتا. وكانت محكمة دوسلدورف قد رفضت في البداية التعليق على الأمور متعذرة بـ«أسباب أمنية»، بعد نشر الموضوع في الجريدة، لكنها اضطرت بعد ذلك للتراجع للمحافظة على سمعتها.

ويشير ملف قاضي المرور المخالف إلى أنه سبق ضبطه 14 مرة عندما كان منطلقا بسيارته بسرعات جنونية على طرقات المدينة، مع أنه كان يترأس قسم «فرض الغرامات المرورية» على المخالفين إلى حين تورطه في القضية الأخيرة. كذلك تبين أن في ملفه مخالفات كثيرة أخرى مثل إيقاف السيارة في مناطق ممنوعة، وإثارة أعصاب سائقي السيارات الأخرى، وقلة الاكتراث بوجود مسافة قانونية فاصلة بينه وبين السيارات أمامه وخلفه، بالإضافة إلى التملص من دفع الغرامات.

ولقد ثبت الآن، بعد سنوات من إيقافه سيارته في مكان ممنوع، أنه نال إجازة مؤقتة خاصة تتيح له ذلك، بسبب ظروف خاصة قبل 15 سنة، لكنه عمل على «تجديد» الإجازة بنفسه كل سنة.

يبقى أن نقول إن «رجل الرصاص» وقع في مأزقه الأخير بسبب صحافي متضرر من قراراته، وأكد ناطق رسمي باسم دار القضاء في بدوسلدورف أن القاضي أقيل من مسؤولية دائرة الغرامات.