شلل حركة القطارات في ألمانيا.. بسبب لصوص الكابلات

يسرقونها طمعا بأسعار النحاس المرتفعة

TT

تفاقمت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة سرقة الأسلاك والمواد المعدنية في ألمانيا رغم سقوط الكثير من اللصوص صرعى الصعقات الكهربائية. ولقد تسبب اللصوص المجهولون الذين سرقوا كابلات القطارات السريعة ليلة أمس بشلل حركة القطارات في عدة مدن ألمانية كبيرة.

دائرة السكك الحديدية الألمانية أعلنت أمس أنها اضطرت إلى إلغاء رحلات 42 قطارا سريعا وعدد أكبر من القطارات الأخرى. كذلك اضطرت لتغيير مسارات 56 قطارا بهدف إيصال الراكبين إلى مقاصدهم. وبطبيعة الحال، تأخر عشرات الألوف من المواطنين في الوصول إلى أعمالهم بسبب توقف القطارات بين كولون (غرب البلاد) والمدن القريبة، كما ألحقت السرقة أضرارا مالية كبيرة بالدائرة بعدما شملت الكابلات المسروقة خطوطا تربط مطار كولون – بون الدولي بالمدن القريبة، واضطرت الدائرة إلى تعويضهم أو تأجير سيارات الأجرة للضيوف.

أودو كامشولته، المتحدث باسم السكك الحديدية، قال إن سرقة كابلات القطارات ألحقت بالدائرة خسائر تقدر بعشرات الملايين خلال السنوات الأخيرة، منها خسائر بلغت نحو 3.5 مليون يورو هذا العام في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا (كبرى الولايات الألمانية من حيث عدد السكان وتضم مدن دوسلدورف وكولون وبون) وحدها. وأكد أن الهدف ليس تخريبيا أو إرهابيا وإنما السعي وراء النحاس في الكابلات. وقدر كامشولته زمن تأخر القطارات بسبب هذه السرقة بنحو 2000 دقيقة مع أنها حصلت بعد منتصف الليل. وكانت كابلات وسكك دائرة السكك الألمانية قد تعرضت عام 2009 إلى 1800 سرقة، وقفز هذا الرقم إلى 2500 عام 2010، ومن المحتمل أن يتضاعف مرتين عام 2011 لأن عدد السرقات، حتى مطلع أبريل (نيسان) من هذا العام، بلغت 1500 سرقة. وكان تأثير السرقة هذه المرة كبيرا لأنها حدثت قرب كولون التي تعد ممر الألمان الحديدي وصولا إلى هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وفرنسا وبريطانيا، وبالعكس.

من ناحية أخرى، كشفت تحقيقات الشرطة الألمانية أن ارتفاع أسعار النحاس في السنوات العشر الأخيرة هو السبب في إقبال اللصوص على سرقة الكابلات. وثمة مؤشرات على أن الكابلات يجري نقلها، بعد إذابتها وتحوير شكلها، إلى شرق آسيا، وخصوصا الصين، حيث تباع. والجدير بالذكر أن السعر العالمي للنحاس قفز من 3000 دولار أميركي للطن مطلع 2009 إلى 9150 دولارا للطن حاليا.