بون عاصمة «المتمارضين»

موظفو بون الحكوميون نالوا 112079 يوما إجازة مرضية عام 2010

TT

فقدت العاصمة الألمانية السابقة بون بريقها بسرعة منذ أن انتقلت الحكومة والوزارات والبرلمان، ومعهم بالطبع السفارات الأجنبية، إلى العاصمة التاريخية برلين. وبعد أن كانت بون لعقود عاصمة «النشاط الدبلوماسي» أصبحت اليوم عاصمة الخمول والمتمارضين.

هذا في الأقل ما تكشفه دراسة لمعهد الأبحاث الاقتصادية الألماني حول الوضع الاقتصادي عام 2010. وتقول الإحصائية إن موظفي الدولة الألمانية أخذوا عام 2010 نحو 8 أيام إجازة مرضية كمعدل. لكن هذا المعدل يقفز في العاصمة السابقة إلى 20 يوما في السنة، أي أقل بقليل من ثلاثة أضعاف المعدل الرسمي، وهو ما يدفع للاعتقاد بوجود حالات «تمارض» كثيرة.

عموما، نال موظفو مدينة بون الحكوميون، الذين يبلغ عددهم 5459 نحو 112079 يوما كإجازة مرضية، مما يعني أن كلا منهم أخذ 12 يوما في السنة أكثر من المعدل العام. وهذا أثار غضب جورج فيننغر، ممثل الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي اعتبر التمارض ضررا كبيرا على الاقتصاد في المدينة.

ممثلو حزب الخضر والحزب الاشتراكي ألقوا اللائمة على خطط الحكومة المحافظة التي تعمل على «ترشيق» الجهاز الإداري وتنوي تسريح 1500 موظف من العمل. وتحدث العديد من الموظفين عن تراكم العمل كسبب مباشر لكثرة الإجازات المرضية. واستشهدت موظفة من «دائرة الشباب» بزميلة لها أغمي عليها في الدائرة بسبب شدة العمل وتراكمه بالقياس إلى عدد الموظفين.

من الواضح بالنسبة لفيننغر أن كثرة الإجازات المرضية أدت إلى زيادة ساعات العمل الإضافية، بأجر أعلى، إذ تبين أن بعض الموظفين ينالون 5 ساعات إضافية في الأسبوع.

وصار عدد الإجازات المرضية يرتفع باطراد منذ انتقال العاصمة إلى برلين، وبدا ذلك واضحا منذ عام 2004.

جدير بالذكر أن ألمانيا الغربية اختارت مدينة بون الصغيرة كعاصمة «مؤقتة» لها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لأنها كانت أقل المدن تضررا في غرب ألمانيا. ولم يستطع أحد آنذاك تصور أن ألمانيا سيتم تقسيمها وأن بلدة بون ستبقى عاصمة لألمانيا الغربية لأكثر من 4 عقود.