استخدام الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية في تعليم اللغات الأجنبية

السعي لإنشاء منصة ذكية يمكن أن يكون لها دور محوري في التعليم الفردي

TT

لا شك أن تعلم لغة أجنبية ثم استخدامها في رحلاتك الخارجية هو أمر ينطوي على فائدة كبيرة، ولكن الانخراط في برامج تعليم اللغات، أو الانغماس في مطالعة الكتب التعليمية المتخصصة يمكن أن يكون مثيرا للملل.

وتنتشر على الشبكة العنكبوتية إعلانات وعروض ترويجية عن تطبيقات إلكترونية ودروس عبر الإنترنت لتعليم اللغات الأجنبية. ولكن معظم هذه التطبيقات والدروس لا تؤتي ثمارها إلا عندما تقترن بخبرة شخصية وقدرة فردية على التعلم من جانب الطالب.

وتتوافر الآن على الإنترنت برامج متخصصة في تعليم اللغات تحمل اسم «ويب 2.2» تجمع بين التعليم والترفيه. وتقول خبيرة التعليم، ميكائيلا ماير، من معهد «بروجيكت بيلدونغ» المتخصص في الدراسات التعليمية في مدينة أوغسبورغ الألمانية إن «قدرة الشخص على التعلم يمكن استعراضها على مصفوفة تنقسم إلى ثلاثة مجالات».

وأضافت أن «طريقة تحصيل اللغات تختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر؛ حيث تعتمد عند البعض على المنطق، وتعتمد عند البعض الآخر على الناحية الانفعالية»، وتتأثر خصائص التعليم بشدة بطريقة التواصل التعليمي عند كل طالب والوسائط المستخدمة في العملية التعليمية.

ويبدو الاختلاف في طريقة التعلم من شخص إلى آخر واضحا من خلال موقع «بيسو» الإلكتروني لتعليم اللغات، الذي يبلغ عدد المشتركين فيه نحو ثلاثة ملايين شخص.

ويقول النمساوي بيرهارد نيسر، الذي شارك في تأسيس الموقع: «نريد استخدام هذه البيانات من أجل إنشاء منصة ذكية لتعليم اللغات يمكن أن يكون لها دور محوري في التعليم الفردي».

ويستخدم موقع «بيسو» أيضا تطبيقات إلكترونية تعمل على الهواتف الذكية في أغراض التعليم السريع. ويقدم البرنامج التدريبي الأساسي مجانا، ولكن سعر البرامج الأربعة الأخرى الباقية يصل إلى 2.99 يورو (4.35 دولار) للبرنامج الواحد.

ويقول فيسنت أريولي، الذي يعمل في مجال تطوير التطبيقات الإلكترونية بشركة «كورنلسن» في برلين إن «الهواتف الذكية تساعد في تعليم اللغات بسرعة؛ حيث يمكن تقسيم الدرس إلى أقسام صغيرة، بحيث يمكن للطالب استيعابها بسرعة».

ويقول ماركوس فيته من موقع «بابل» لتعليم اللغات المنافس لموقع «بيسو» إن «أجهزة الكومبيوتر اللوحي مفيدة للغاية بالنسبة لنا؛ حيث إن هذه النوعية من الأجهزة تسمح بالجمع بين دروس تعليم اللغات والألعاب وشبكات التواصل الاجتماعي». ويقدم موقع «بابل» دورات تعليمية في ست لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والسويدية، وتبلغ التكلفة الشهرية للدورة الواحدة 9.95 يورو.

وتقول ماير: «إن أدوات التعليم الرقمية ليست هدفا في حد ذاته، ولكن من الممكن الاستفادة منها في تعليم المفردات اللغوية، كما يمكن تعلم التركيبات النحوية بمساعدة أفلام الرسوم المتحركة والمواد الفيلمية»، ولكنها تؤكد أن التعليم عن طريق التواصل المباشر ينطوي على قيمة كبيرة.