«سفينة نوح» ترسو على ضفاف الراين

متحف تنقل لسنوات داخل شبكة الأنهار في هولندا

TT

لم يخطئ النبي نوح الطريق إلى جبل آرارات لاحقا بالحمامة التي أهدته إلى اليابسة، ولم تنثلم سفينته على «سن جبل جار» (كما ورد في معجم «البلدان») كي ينهي رحلته التاريخية على ضفاف الراين، لأن سفينة نوح القرن الحادي والعشرين عبارة عن متحف عائم يتخذ المسالك المائية بين هولندا وألمانيا طريقا كي يصل إلى الجمهور.

و«سفينة نوح» المذكورة ألقت مراسيها على نهر الراين في قلب مدينة كولون (غرب) أمام «متحف الشوكولاته» الذي يجتذب ملايين السياح سنويا. وسفينة نوح البيئية، لأنها بنيت 100 في المائة من المواد الطبيعية، يبلغ طولها 70 مترا، وعرضها 12 مترا، وارتفاعها 13 مترا. وتعرض السفينة قصة النبي نوح والطوفان، وقصة الخليقة، كما جاءت في الانجيل، على مساحة 2000 متر مربع تنتشر على 3 طوابق. المتحف العائم يعتبر مركز جذب للمدارس والتلاميذ والعوائل والكثير من السياح. وتم اختيار موقعه النهري بعناية كي يستفيد من وجود متحف الشوكولاته طوال الأشهر الثلاثة المقبلة، قبل أن يواصل رحلته إلى مدينة أخرى. هناك النبي نوح وأولاد وحيواناته من كل نوع، إضافة إلى الكثير من المعلومات التاريخية حول الطوفان والمستمدة من الكتاب المقدس. المتحف تنقل لسنوات داخل شبكة الأنهار والقنوات المائية التي تشتهر بها هولندا، واستقر في عشرات المدن، قبل أن يغادر من روتردام، حيث مصب نهر الراين في بحر الشمال، إلى ألمانيا ليستقر في كولون. وتولى المهندس الهولندي يوهان هويبرز بناء سفينة نوح الجديدة عام 2007، حسب مواصفات الانجيل، وبمقاس يعادل نصف مقاس السفينة الحقيقية. وكلف البناء 850 ألف يورو واستخدمت فيه 1200 شجرة كبيرة.

ويخطط الآن لبناء سفينة أخرى بمقاس 1:1 من الحجم الحقيقي. وكانت منظمة «غرين بيس» قد بنت سنة 2003 أول سفينة نوح مصغرة (4م×4م) فوق جبل آرارات (تركيا) على ارتفاع 2500 متر، بهدف تحذير البشرية من الكوارث البيئية التي قد تحل بالأرض لو واصل الإنسان تلويثه للطبيعة. وتحولت السفينة الآن إلى كوخ مدفأ يلجأ إليه متسلقو الجبال. والرقم القياسي مسجل باسم ميشل غروسيه من غينيا الاستوائية الذي بنى عام 2004 سفينة نوح طولها 358 مترا.