طفيليات الملاريا تخدع جهاز المناعة لدى الحوامل

حسب دراسة جديدة

TT

اكتشف باحثون من جامعة كوبنهاغن الدنماركية ومستشفى «ريجشوسبيتاليت» بالجامعة سبب قدرة طفيليات الملاريا على الهروب من الدفاعات المناعية لدى الحوامل، مما يسمح لهذه الطفيليات بالهجوم على المشيمة، وجاءت تلك النتائج في تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية أمس.

ويعد هذا الاكتشاف جزءا مهما من الجهود التي يبذلها الباحثون لمعرفة طبيعة المرض الذي أودى بحياة الكثيرين، ومن ثم تطوير لقاح مضاد له، حسب ما ذكر موقع «ساينس ديلي» الإلكتروني المتخصص في المجال العلمي.

وتقول ليا بارفود، الحاصلة على ماجستير في العلوم والتي تعمل مع الأستاذ الجامعي لارس هفيد بمركز علم الطفيليات الطبي بجامعة كوبنهاغن: «وجدنا تفسيرا واحدا محتملا لطول الفترة التي تستغرقها الدفاعات المناعية لدى المرأة الحامل لاكتشاف العدوى في المشيمة».

وأوضحت قائلة: «الطفيليات قادرة على القيام بعملية تمويه تحول دون التعرف عليها من جانب الأجسام المضادة بنظام المناعة، التي كانت ستهاجمها (في حال رصدتها). لذا، فإنه على الرغم من أن نظام المناعة لديه الأسلحة كافة التي يحتاجها لمحاربة العدوى في المشيمة، فإن هذه الأسلحة غير فعالة، وذلك ببساطة لأن العدو يصعب رصده». وأضافت: «ومن المفارقات أن عملية التمويه تتضمن أيضا أجساما مضادة، ولكن من نوع لا يساعد في محاربة العدوى».

وذكر الموقع أن ثمة شخصا بين كل 12 شخصا في العالم مصاب بالملاريا، مما يعني أن 500 مليون شخص يحملون طفيليات الملاريا الدقيقة، وأن هذا المرض يودي بحياة مليون منهم سنويا.

ويودي المرض بحياة الكثيرين نظرا لأن الطفيليات دائما ما تخدع جهاز المناعة البشري. وتبدأ الطفيليات عملية التمويه بالاختباء في خلايا الدم الحمراء، حيث إن جهاز المناعة لا يكترث بها نظرا لأن الطحال يقوم عادة بترشيح خلايا الدم المعيبة.

ولكي تتحاشى الطفيليات هذا الترشيح، فإنها تقذف «خطافا بروتينيا» تلتصق من خلاله بالجدار الداخلي لشريان الدم. وحتى لو دمرت الأجسام المضادة بجهاز المناعة أحد هذه الخطافات، فإن الطفيل لديه أكثر من 60 خطافا في ترسانته، بل إن أحدها مطور خصيصا للالتصاق بالمشيمة. وبينما تدور رحى هذه الحرب، يتكاثر الطفيل ويصيب المزيد والمزيد من خلايا الدم الحمراء، التي تتركز مهمتها في نقل الغذاء والأكسجين عبر الجسم.

ويقول لارس هفيد: «في مرحلة متقدمة من الغميضة (في إشارة لعملية المراوغة التي تقوم بها الطفيليات)، تواصل الطفيليات بحثها عن سبل جديدة للحيلولة دون تعرف الأجسام المضادة عليها. إنه نوع من حرب العصابات في المناطق الحضرية، التي يجري فيه القتال من منزل لآخر».