ألمانيا: قصة حب امرأة مصابة بألزهايمر

لا تتذكر شكل عريسها.. ولا العريس يتذكر أول لقاء معها

TT

لا العروس تتذكر شكل عريسها، ولا العريس يتذكر أول لقاء معها، هذا ما قد يحدث حينما تبحث جدة عمرها 91 سنة عن «شريك» من سنها على صفحات التعارف على الإنترنت.

ويقع على محكمة بون حاليا النظر في قضية السيدة هيللا بفانكوخن ضد أحد مواقع التعارف والزواج الألمانية على الإنترنت بسبب قائمة حساب كبيرة تلقتها الجدة من الموقع نظير توسطهم لها في البحث عن شريك حياة. ويطالب الموقع بمبلغ 9520 يورو نظير إرسالهم الكثير من الرجال إلى شقة السيدة العجوز في بون.

السيدة يوتا بفانكوخن (53 سنة)، ابنة السيدة العجوز التي تعاني من ألزهايمر (الخرف والنسيان الناجم عن تقدم العمر)، تدعي أن أمها، قتلا للفراغ والضجر، كانت تبحث عن رجال يبادلونها الحديث وشرب القهوة وتناول الكاتو فقط. هذا في حين يدعي الموقع أن السيدة في طلب انتمائها للموقع سجلت فقط أنها تبحث عن رجال يزورونها في بيتها.

السيدة العجوز، التي لها 7 أحفاد، تقول إن سنها لا تؤهلها للبحث عن عريس أو شريك حياة جديد، لكن ممثلي الموقع يقولون إنها ارتكبت خطأ في ملء طلب الاستمارة وإنها تتحمل هذا الخطأ. إذ سجلت المرأة الألزهايمرية خطأ أنها من مواليد 1935 في حين أنها في الحقيقة من مواليد 1920.

هيللا بفانكوخن تقول إن الكثير من الرجال زاروها في بيتها وتناولوا القهوة والكاتو معها ثم غادروا، لكنها لا تتذكر أسماءهم وأشكالهم. كانوا يأتون، لدهشتها، بأناقة كاملة وفي سيارات فارهة ويقضون الوقت بالحديث. والمشكلة هي أن معظم من زاروها كانوا من عمر يزيد عن ثمانين سنة، يعانون أيضا من النسيان، وفشل محامي المرأة التسعينية في الحصول على شاهد من بينهم قد يدعم حجتها ضد موقع التعارف.

ويبدو مبلغ 9520 يورو ضخما جدا في عيون السيدة بفانكوخن التي تعيش من تقاعد زوجها البالغ 400 يورو. توفي زوجها عن 90 سنة قبل 3 سنوات بعد معاناة طويلة مع ألزهايمر، وتعاني من الوحدة والعزلة في بيتها. وتقول ابنتها إنها ضلت مرة الطريق إلى بيتها بسبب ألزهايمر، وكادت تحرق البيت عدة مرات لأنها صارت تنسى الطباخ الكهربائي مشعلا.