الجيش الألماني يهدر ملياري يورو على سيارات لا يحتاجها

على ذمة «ديوان المحاسبة الاتحادي»

TT

يطالب وزير الدفاع الألماني، توماس ديميزيير، بمبلغ ملياري يورو لتحديث أسلحة قواته وتحسين تجهيزات الجنود، وخصوصا المقاتلين منهم في أفغانستان، لكن وزارته تهدر المليارات على سيارات لا لزوم لها، حسب تقدير «ديوان المحاسبة الاتحادي».

فقد أشار خبراء ديون التفتيش، في تقريرهم الأخير المقدّم إلى البرلمان الألماني، إلى أن الجيش أهدر ملياري يورو على سيارات لا يحتاج إليها في السنوات العشر الأخيرة. إذ أحصى المفتشون وجود 72 ألف سيارة تحت تصرف جهاز وزارة الدفاع الألمانية، في حين أن عدد السيارات العاملة فعلا لا يزيد على 30 ألفا.

عمر بعض هذه السيارات يزيد على 25 سنة، لكنها تقف في مرائب الثكنات، وتكلف رعايتها وصيانتها السنوية أكثر من سعرها نفسه. ويتألف أسطول سيارات الجيش من 50 ماركة مختلفة ومن أحجام مختلفة، ويستهلك القديم منها كميات كبيرة من الوقود. وحسب رأي الخبراء، فإن 30 ألف سيارة تكفي تماما لسد حاجة الوزارة من الحركة.

الجدير بالذكر أن هدر أموال دافعي الضرائب من قبل «العسكر» زاد، لأنه كان على الوزارة التخلص من 50 ألف سيارة عام 2008. ويرى الخبراء أن 20 ألف سيارة عام 2015، أي مع تنفيذ خطط ترشيق الجيش وجهازه، ستكون أكثر من كافية، وهذا يعني أن على الوزارة أن ترمي الفائض إلى ورش خردة الحديد.

عموما يدفع الجيش مبلغ 200 مليون يورو سنويا لصيانة أسطول سياراته فقط، يضاف إليها مبلغ الوقود الكافي لتحريكها ومبلغ التأمين عليها. ولهذا اعتبر لارس كلنغبايل، خبير الشؤون العسكرية في الحزب الاشتراكي المعارض، التقرير «صفعة لسياسة حكومة المحافظين».

بقي أن نذكر أن ديوان التفتيش كشف قبل 10 سنوات عن أن وزارة الخارجية تهدر الملايين سنويا على شراء القهوة لموظفيها وضيوفها. واتضح أن الوزارة تشتري البن بسعر يعادل ضعف سعره في السوق من وكلاء من أقارب أحد الوزراء. والديوان نفسه أدان وزارة النقل قبل خمس سنوات لأنها تبني خطوط سكك حديد ومحطات بين بلدات صغيرة، وتهملها بعد فترة، لأن أهالي هذه المدن لا يحتاجون إلى القطارات، بل يعتمدون على سياراتهم في التنقل.