التمتع بجمال جامع قرطبة بات متاحا حتى للمكفوفين

هيئتان إسبانيتان أعدتا دليلا له بطريقة «برايل»

جانب من جامع قرطبة التاريخي الشهير من الداخل
TT

قام معهد الصناعات في مدينة قرطبة التاريخية بإقليم الأندلس في جنوب إسبانيا، بالتعاون مع المنظمة الوطنية للمكفوفين في إسبانيا، بصنع دليل خاص عن جامع قرطبة الشهير، يستطيع من خلاله الكفيف معرفة المسجد تماما.

وبعدما كان الوصف الشفهي هو المعتمد لشرح معالم الجامع للمكفوفين وضعاف البصر، بات بمقدورهم الآن، من خلال هذا الدليل الذي أعده معهد الصناعات بالتعاون مع المنظمة المذكورة، تلمّس كل أجزاء الجامع ومعرفة طبيعة بنائه ومحتوياته وزخارفه، بل وحتى الفترات التاريخية التي مر بها هذا المعلم المعماري الإسلامي التاريخي. كذلك زوّد الدليل بشرح واف على طريقة «برايل» - المخصصة للمكفوفين وضعاف البصر - لشرح أهمية المبنى وطبيعة بنائه، والتطورات والتحويرات التي أجريت عليه على مر التاريخ.

أورورا مونتيرو، المشرفة على هذا الدليل، قالت بالأمس لصحيفة «إل موندو» الإسبانية إن هذه هي المرة الأولى التي تقوم بها مؤسسة تراثية في إسبانيا بإعداد دليل من هذا النوع، ومن شأن الدليل تقديم مساعدة كبرى للمكفوفين وضعاف البصر لكي يتمتعوا بالإحاطة بأحد أبرز المعالم التاريخية المهمة في قرطبة.

ومن جهة ثانية، أعرب خوان غابرييل بينثيسلا، المشرف على قسم الرعاية الاجتماعية في المنظمة الوطنية للمكفوفين بإسبانيا، عن سروره البالغ لإنجاز هذا الدليل، وأردف أن أعضاء الجمعية «تلقوا هذا الخبر بكل سرور، لأنه سيعرّف فاقدي البصر على جامع قرطبة بشكل تام، حيث إن إصداره بهذه الطريقة التي تبرز معالمه وأقسامه سيساعدنا كثيرا على تكوين فكرة واضحة عن جمال هذا البناء، وطبيعته الفنية، وبذلك ينتهي عصر الوصف المجرد لمعرفة الجامع».

الجدير بالذكر، أن عبد الرحمن الداخل كان أول من وضع حجر الأساس لهذا الجامع، عام 170هـ (786م). وكان كل أمير أو حاكم يضيف أو يعدّل فيه، حتى أصبح من أروع الجوامع في العالم الإسلامي إلى حين سقوط مدينة قرطبة بيد فرناندو الثالث ملك قشتالة عام 633هـ/ 1236م، وبعدها حُول إلى كنيسة، وهو يعد اليوم من أروع رموز الفن الإسلامي في أوروبا.