«صياد ملفقي الشهادات» يطارد 1000 من ساسة ألمانيا

بينهم أنجيلا ميركل وهيلموت كول

البروفسور كامينتز ... صائد «الملفقين»
TT

استقال وزير الدفاع الألماني السابق كارل تيودور تزو غوتنبورغ من منصبه قبل أشهر تحت ضغط فضيحة تلفيق شهادة الدكتوراه التي يحملها. وكشفت تدقيقات الشهادة أن الوزير «اختلس» معظم أطروحته من أعمال حملة شهادات الدكتوراه الذين سبقوه.

البروفسور أوفه كامينتز، المشهور على مستوى ألمانيا بلقب «صياد الملفقين»، شن حملة واسعة للكشف عن ملفقي شهادات الدكتوراه مستخدما فيها برنامجا كومبيوتريا جديدا. وذكر كامينتز أنه أرسل رسائل إلى 1000 سياسي ألماني كبير يرجوهم فيها أن يزودوه بنسخ من شهاداتهم التي حازوها في العقود السابقة. وشملت الرسائل الألف المرسلة رؤساء وزراء سابقين ووزراء وأعضاء برلمان وغيرهم. وحسب كلام «صياد الملفقين» أنه من بين 460 وزيرا ورئيس وزراء وعضو برلمان اتحاديا (البوندستاغ) لم يرد على دعوته تحريريا سوى 70 سياسيا. أما عدد الذين أرسلوا نسخا من شهاداتهم إليه فلا يتجاوز 6 ساسة فقط.

هذا، وعلم أن من بين الذين تسلموا طلب البروفسور كامينتز المستشارة الحالية أنجيلا ميركل والمستشار الأسبق العجوز هيلموت كول، غير أن كامينتز لم يتسلم ردا من أي منهما بعد. وفي المقابل، كتب غيدو فسترفيلي، نائب المستشارة ووزير الخارجية، للبروفسور قائلا له إن بوسعه شراء أطروحته من المكتبات لأنه أصدرها في كتاب. وأثبت نائب في البرلمان «كرمه» حينما طلب من كامينتز شراء نسخة من أطروحته منه لقاء 50 يورو.

من جهة أخرى، قال البروفسور الألماني إن كثيرين اعتذروا عن تزويده بنسخ من أطروحاتهم بحجة «حقوق دور النشر»، في حين قال آخرون إنه لا تتوافر لديهم بين أيديهم نسخ من أطروحاتهم حاليا، وقال غيرهم: إنهم كتبوا أطروحاتهم قبل عصر الكومبيوتر وبالتالي لا يمتلكون نسخا منها.

للعلم، يعمل كامينتز أستاذا في جامعة دورتموند التقنية (شمال غربي ألمانيا) ويقود معهدا للتسويق على الإنترنت مقره في مدينة مونستر، إلى الغرب من دورتموند. وهو ينهمك منذ سنوات بمطاردة ملفقي الشهادات الجامعية باستخدام برنامج كومبيوتر يحتوي نسخا من كل الشهادات، حسب الاختصاص، ويطابق النصوص بدقة ويستخلص المسروق منها. ويعتقد كامينتز أن حملته الأخيرة ستبعث الخوف في أوصال الملفقين وأن هذا الأمر سينعكس بمردود علمي إيجابي على ألمانيا.