الغربان تقتل قطيعا من الحملان

نسخة ألمانية حقيقية من فيلم «الطيور» لهتشكوك

TT

في واقعة تشبه قصة فيلم «الطيور»، للمخرج الراحل الفريد هتشكوك، شنت مجاميع من الغربان السوداء غارات وحشية على مزرعة ألمانية وقتلت ما مجموعه 40 حملا و4 شياه. وذكر المزارع فرانز ريله، من مدينة توركهايم، أن نحو 100 غراب أسود صاروا يهاجمون المزرعة ويقتلون الخراف منذ أيام. وأكد أنه شهد بأم عينيه كيف قتلت الغربان السوداء 3 حملان، وكيف كانت الطيور المتوحشة تهاجم عيون الحملان ووجوهها ثم تلتهم لحمها بعد موتها. ريله اضطر إلى إدخال قطعانه إلى الإسطبل رغم الجو المعتدل، خوفا من خسارة المزيد من الحملان. إلا أن الإسطبلات لا تتسع إلا إلى 400 حيوان في حين يرتفع عدد قطعانه إلى نحو 700 خروف. وهذا يعني أن الكثير من حيواناته مهددة بهجمات الغربان المتوحشة. ولأن هذا النوع من الغربان مهدد بالانقراض فقد رفضت مدينة ميونيخ السماح له بقتلها. وتعرض إلى انتقادات شديدة من جمعيات الرفق بالحيوان بسبب محاولته التخلص من الغربان المتوحشة. وتقدم الآن بشكوى إلى المحكمة مطالبا بتعويضات مادية عن الخسائر التي مني بها.

شرطة بلدة توركهايم سمحت له مؤخرا بقتل 3 غربان فقط بهدف تخويف البقية، كما نصحته باستخدام أساليب التخويف الأخرى، مثل الفزاعات، لإبعاد الغربان عن مزرعته. كما عرضت عليه تسجيلا صوتيا لإطلاق رصاص يمكنه تشغيله من مذياع بهدف إرعاب الغربان. إلا أن المزارع يعتقد أن هذا النوع من الغربان ذكي، ويتعلم الخدع سريعا، وأن سياسة «التطفيش» لن تنجح كثيرا معه.

على أي حال يبدو أن النسخة الألمانية من فيلم «الطيور» أقرب في حبكتها إلى فيلم «الطيور 2» منها إلى فيلم «الطيور» الأصلي الذي أخرجه هتشكوك.

فسبب ثورة الطيور في فيلم هتشكوك غير معروف، وربما كان نزوة طبيعية، في حين أن جنون الغربان في «الطيور 2»، الذي عرض قبل سنوات قليلة، هو عيش الطيور على جثث بقرات نافقة ماتت بسبب «جنون البقر».

فرانز ريله يقول إن سبب وحشية وتكاثر الغربان السريع في المنطقة هو عيشها على حقول الذرة الكبيرة التي تستخدمها شركة ألمانية لإنتاج الوقود البيئي.