حرب إلكترونية بين أنصار التنقل بلا دفع ومناهضيه

النقل العام في ألمانيا: المتمردون يعتبرون الامتناع عن قطع التذاكر «قضية شرف»

TT

نظام النقل العام في ألمانيا، سواء الحافلات أو الترام أو المترو، لا يجبر الركاب على قطع التذاكر قبل الركوب، بل يستخدم فرق التفتيش «الجوالة» والغرامات العالية؛ لضمان صعود الناس بتذاكر. وهذه الحال، منذ الخمسينات، خلقت جمهورا واسعا من المتذمرين والمتمردين الذين يعتبرون الامتناع عن قطع التذاكر «قضية شرف»، ويستخدمون مئات الخدع للخلاص من المفتشين. وأتاح الانتشار الواسع للهواتف الجوالة الذكية لهم فرصة جديدة وأفكارا جديدة للتخلص من الرقابة والاحتيال عليها.

قبل أسابيع تشكلت في كولون (غرب) مبادرة من مناهضي الدفع لمصلحة النقل العام، وصاروا يستخدمون الهاتف الجوال لتحذير بعضهم بعضا، وتحذير بقية الناس، من هجمات فرق التفتيش «الجوالة». ارتفع عدد الأعضاء بسرعة إلى 1500 عضو، وما زال الرقم يكبر يوما بعد يوم.

ويحذر الأعضاء الآخرون من فرق التفتيش عن طريق توزيع نشرات إخبارية قصيرة في الهاتف الجوال تكشف مكان حركة الفرق، آخر مترو صعدوا فيه، عددهم، أوصافهم، بل وحتى ملابسهم إذا كانوا يتنكرون بغير الزي الرسمي.

لا يعرف أحد ما إذا كانت دائرة نقل كولون وراء المبادرة الثانية، ولكن مناهضي «الركوب دون دفع» شكلوا مبادرة أخرى على الإنترنت، والهدف هو إفشال عمل «الأعداء» من مبادرة عدم الدفع. وتقول المبادرة الأخيرة إنها جمعت 50 عضوا سيدورون في وسائط النقل ويفتشون للمفتشين حركة أعضاء المبادرة الأخرى، كما يساعدون المفتشين في تغيير خطوطهم فجأة، وكل ذلك أيضا باستخدام الهاتف الجوال الذكي.

يذكر أن مناهضي الدفع لوسائط النقل سبق لهم أن زوروا تذاكر السفر ومرروها على المفتشين، وفي حالات أخرى وضعوا مادة على البطاقة تتيح مسح تاريخ الاستخدام كي يجري استخدامها مرة أخرى. وببرلين، في السبعينات، أسس أحدهم «شركة تأمين» غير مسجلة تعلّم المشاركين فنون استغفال فرق التفتيش وتدفع الغرامات عن المخالفين مقابل أن يدفع كل منهم مبلغ عشرة ماركات شهريا.