وثائق تكشف خبايا حياة الموسيقار النمساوي الراحل موتزارت

رفض تكريم البابا لأنه أخطأ في اسم مسقط رأسه

TT

إن كان اسم الموسيقار العبقري النمساوي موتزارت، في يومنا هذا، يزن ذهبا لكونه مصدرا من أهم مصادر المداخيل السياحية على بلاده، فإن التدقيق المستمر في حياته يكشف يوما بعد يوم كيف أنه عاش حياة فقر مدقع وديون يعتقد البعض أنها سبب من أسباب التعاسة الزوجية التي عانى منها، لا سيما أن حياته اتسمت بخيانات وعلاقات نسائية صاخبة.

وقد كشفت ملفات ووثائق من المقرر أن ينشرها الفاتيكان مطلع العام المقبل عن مراسلات ومكاتبات تمت بين الموسيقار النمساوي الأشهر موتزارت وبابا الفاتيكان حينها البابا كليمنس الرابع عشر، أن البابا قرر عام 1770 تكريم موتزارت تقديرا لخدماته الموسيقية وروائع ما قدمه من ألحان وهو لا يزال طفلا في الـ14 من عمره، وذلك على هامش زيارة حل فيها ضيفا على العاصمة الإيطالية روما فمنحه وسام شرف مع ميدالية ذهبية، لكن، وكما تؤكد الوثائق، فإن العبقرية النمساوي رد للبابا هداياه، مسببا ذلك بأن الوسام سيجعل الناس يضحكون عليه، كما أن الميدالية ليست من الذهب؛ بل من النحاس. وتكشف الوثائق ذاتها أن البابا كان قد أثار حفيظة موتزارت وغضبه عندما ظن أنه من مدينة ستراسبورغ الفرنسية وليس سالزبورغ النمساوية.

في سياق مواز، أكدت دراسة حديثة قام بها بروس ألان براون، أستاذ علم الموسيقى بجامعة جنوب كاليفورنيا، كيف أن موتزارت كان يعيش بؤسا ماليا وفقرا مدقعا، لا سيما خلال فترة السنتين ونصف السنة الأخيرة من حياته القصيرة التي انتهت وعمره 35 عاما. ووفقا لتلك الدراسات، فإن موتزارت كان يستدين من أصدقائه للقيام برحلات من تلك التي سافر فيها داخل أوروبا، وإنه عجز عن تسديد الديون، مما جره لمحاكم والوقوف أمام القضاء. مشيرة إلى أن موتزارت كان مطالبا بتاريخ 2 مايو (أيار) 1789 بتسديد قرض لصديقه الأمير كارل ليتشنفسكي، بأكثر من ضعف دخله، مما اضطر الأمير الذي اصطحبه معه في رحلة إلى برلين للعودة من دونه، تاركا إياه ليتدبر حاله البائس.