ألمانيا: فصل جائر لمهندس بسبب زواجه من صينية

القاضي رفض القبول بحجة خطر «التجسس الصناعي»

TT

كانت الخشية من «التجسس الصناعي» مبررا لفصل مهندس ألماني من العمل في مدينة كيل، عاصمة ولاية شلزفيغ - هولشتاين بأقصى شمال ألمانيا. فقد برّر صاحب الشركة قرار الفصل بخشيته من التجسس في أعقاب زواج المهندس من امرأة صينية، غير أن المحكمة لم تقتنع بهذه الحجة، واعتبرت الفصل قرارا جائرا.

قاضي محكمة ولاية شلزفيغ - هولشتاين في كيل، قال في مطالعته إنه يتفهم مخاوف الصناعة الألمانية من التجسس الصيني، إلا أنه لا يعتبرها مبررا لصاحب شركة صغيرة كي يفصل مهندسا من العمل، وبخاصة أن صاحب الشركة كان على علم مسبق بخطبة المهندس من المرأة الصينية. ومن ثم، طالب القاضي بإعادة تشغيل المهندس باعتبار أن قرار الفصل يتعارض مع حق المواطن في الزواج. وفي وقت لاحق، اتضح أن صاحب الشركة وقّع مع المهندس عقد عمل في نهاية عام 2009، وجرى الاتفاق على أن يباشر المهندس عمله في أول فبراير (شباط) 2010 بعد الانتهاء من مراسم الزواج. بينما كانت الترتيبات معدة لزواج المهندس من خطيبته الصينية في الصين يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) 2009. غير أن صاحب الشركة تراجع عن وعوده بعد شهر واحد فقط وأبلغ المهندس يوم 5 مارس (آذار) 2010 بقرار الفصل بحجة أن مصاهرة المهندس لصينيين تشكل خرقا أمنيا لأعمال شركته. ويبدو أن صاحب الشركة شعر بأن أرباحه مهددة لأنه يزود الجيش الألماني بالأدوات الصغيرة.

القاضي لم يلحظ، حسب تعبيره، أن أعمال الشركة أو المحيط العائلي للعاملين فيها، وضمنهم صاحب الشركة، قد تأثرت بزواج المهندس من الصينية. وقال إن الفصل أبعد ما يكون عن الذوق والتفكير السليمين. وبالمناسبة استغرقت فترة الفصل ومن ثم الطعن في القرار والمحاكم، أكثر من 15 شهرا، بيد أن الطرفين اتفقا بالتراضي أمام المحكمة على أن يدفع صاحب الشركة للمهندس سبعة رواتب كاملة تعويضا له عن فترة الفصل التعسفي.