أدى قرار بلدية سالت، الملاصقة لمدينة جيرونا، بشمال شرقي إسبانيا، يوم الأربعاء الماضي، بمنع بناء مسجد إلى اندلاع معركة بين مؤيدي بنائه وزعيم حزب «بلاتا فورما بير كتالونيا» القطالوني العنصري المتطرف، جوزيف انغلادا، المعروف باتجاهاته المناوئة لوجود المهاجرين في إسبانيا.
ولقد حضر انغلادا شخصيا إلى المجلس البلدي لمتابعة الجلسة، غير أن القاعة كانت تغص بالحضور. ومن أجل تفادي إصدار قرار مباشر ضد بناء مسجد، اختارت البلدية أن يشمل المنع جميع الطوائف الدينية، فقررت منع بناء أي معبد ديني لمدة سنة، وهو ما يعني ضمنا تجاهل طلب بناء المسجد.
في هذه الأثناء حضرت الشرطة لحماية انغلادا من الجمهور الغاضب، ومع ذلك تعرض لإلقاء البيض عليه. وبعد إعلان نتيجة التصويت، وهي 12 صوتا مؤيدا للقرار مقابل 7 أصوات معارضة، تبين أن ماريا أوسونا، عضو الحزب المتطرف المعروفة بعدائها للمهاجرين العرب، صوتت ضد القرار. وكان هذا الموقف مفاجئا حتى إنه أثار دهشة رئيس البلدية، جوم تورامادي، من حزب التآخي والاتحاد، الذي وصف تصويتها ضد القرار بأنه «شاذ».
من جهة أخرى، أدى قرار بلدية بلدة أخرى مجاورة، هي بلدية جيدا، بمنح المسلمين أرضا لبناء مسجد، ولكن في منطقة صناعية بعيدا عن المنطقة السكنية، إلى انزعاج شديد في أوساط مسلمي المدينة، خاصة بعد إغلاق مسجد داخل أحد الأحياء السكنية من قبل البلدية، بحجة اكتظاظ المكان بعد تزايد عدد مرتاديه بشكل واضح.