تفاقم ظاهرة الحرائق في غابات المغرب شمالا وجنوبا

مصدر حكومي يعزو حرائق الجنوب للبشر والشمال للرياح

وعورة المسالك الجبلية والحرارة المرتفعة تتسببان في تأخير إخماد الحرائق في المغرب
TT

انتشرت ظاهرة حرائق الغابات بصورة لافتة خلال اليومين الماضيين، حيث اشتعلت الحرائق في مناطق متفرقة من المغرب في وقت متزامن. وقال مصدر حكومي في الرباط إن الحرائق التي تلتهم غابات بجنوب وشرق وغرب المغرب غالبا ما يتسبب فيها أشخاص سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، مشيرا إلى أن غابات المناطق الشمالية هي التي يرجح أن تكون فيها الحرائق بسبب عامل طبيعي. إلى جانب تعرض هذه الغابات إلى صواعق من الرياح التي غالبا ما تؤدي إلى اشتعال الحرائق.

وقال فؤاد العسالي رئيس مصلحة الحرائق في إدارة المياه والغابات، إن الحريق الذي شب في غابة بمنطقة «أمسكرود» قبل أربعة أيام في ضواحي أكادير جنوب المغرب، أدى إلى احتراق مساحة 180 هكتارا، 30 في المائة منها مكونة من أشجار الأركان، و70 في المائة تضم أعشابا ثانوية وحشائش.

يذكر أن شجر الأركان هو شجر نادر ينمو فقط في المناطق الجنوبية للمغرب، وزيت الأركان هو أغلى الزيوت في العالم لكثرة فوائده، كما بإمكان شجر الأركان أن يعمر مئات السنين لتوفره على قدرات كبيرة لمقاومة الجفاف ومحاربة ظاهرة التصحر. وأشار العسالي إلى أن النيران اشتعلت في غابة بمنطقة «الدريوش» في مدينة الناضور (شمال المغرب)، وأتت على أشجار الصنوبر والعرعار، ولم تحدد بعد المساحة التي التهمتها النيران، إذ ما تزال فرق الإطفاء تعمل في المنطقة، ومساء نفس اليوم شب حريق آخر بغابة بمنطقة «عين مديونة» في مدينة تاونات (شمال شرقي المغرب)، ولا يزال البحث جاريا لتحديد عدد الخسائر.

وتجدر الإشارة إلى أن حريقا قد شب في وقت سابق في غابة بمنطقة «تيقيت آدوز» بضواحي مدينة الحسيمة، شمال المغرب، والتهمت النيران 150 هكتارا من الأشجار، بينها 30 هكتارا من شجر العرعار، وكانت عملية إخماده صعبة، نظرا لتوافر الغابة على شجر «سهوب الحلفاء»، وهو نوع من الأشجار يساعد على اندلاع النيران بشكل سريع.

وكان قد شب حريق قبل ذلك في غابات أخرى قرب مدينة الحسيمة ولم يخمد إلا بعد أربعة أيام من اندلاعه، بسبب صعوبة الوصول إلى الغابات، لوعورة المسالك الجبلية وموجة الحرارة المرتفعة وشدة الرياح، مما تطلب تدخل فرق من الجيش وقوات نظامية إضافة إلى ست طائرات مختصة في إخماد حرائق الغابات.