بمناسبة اليوم العالمي للحماية من الانتحار الذي يصادف اليوم، أطلقت الحكومة الفرنسية برنامجا وطنيا للعمل ضد حالات الإنهاء الذاتي للحياة والتي تعتبر السبب الأول للوفيات في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة.
وحسب الأرقام الرسمية فإن أكثر من 200 ألف محاولة انتحار تجري في فرنسا سنويا، يفضي أكثر من 10 آلاف منها إلى الموت. وتنسق وزارات كثيرة فيما بينها لتحقيق هذا البرنامج الذي كانت قد طالبت به جمعيات كثيرة تهتم باستقبال اليائسين واليائسات وتخصيص خطوط هاتفية ساخنة للاستماع إلى همومهم، بالإضافة إلى جمعيات لمساعدة أهالي المنتحرين على تجاوز محنتهم. ويتضمن البرنامج الذي خصصت له ميزانية قدرها 15 مليون يورو، 49 إجراء موزعا على 6 محاور، تهدف إلى تعزيز شبكة الوقاية وتحسين برامج احتواء اليائسين ممن فشلوا في محاولة انتحار سابقة أو أكثر، وتقديم المساعدة النفسية لهم.
القائمون على الاتحاد الوطني الفرنسي للوقاية من الانتحار استقبلوا خطوة الحكومة بالارتياح واعتبروها خطوة نحو حماية الشبيبة من توترات العصر، لا سيما أن التنسيق سيتم فيها بين وزارات الصحة والعمل والعدل والتربية والزراعة والتضامن الاجتماعي. غير أن هذا التحرك لا يمنع كتبا ومواقع إلكترونية تقدم خطوات عملية «مجربة ومضمونة» للراغبين في إنهاء حياتهم. وكان الرأي العام قد ثار ضد نزول كتاب إلى المكتبات بعنوان «كيف تنتحر من دون معلم»، يحتوي على وصفات يفترض أنها «الأسهل» لتحقيق الهدف. لكن سحب هذا النوع من المؤلفات من الأسواق لا يمنع استمرار بيعه على «الإنترنت» لزبائن من كل الأعمار.