بطاقة «فرنسية» تفوز بأكثر من 232 مليون دولار

الكل يسأل عن هوية الفائز في اليانصيب الأوروبي

TT

لم يحدث في التاريخ أن فاز لاعب – أو لاعبة - في فرنسا بمبلغ مثل هذا من قبل. ففي لحظات لم تتجاوز الدقيقة الواحدة، هي زمن سحب أرقام الحظ، انتقل شخص من حياة طبيعية إلى صاحب المرتبة 250 في قائمة أغنى الفرنسيين. المحسود «رقم واحد» في عموم فرنسا، والمرشح الجديد لدخول لائحة «فوربس» السنوية لأثرى أثرياء العالم، كسب 162 مليونا و256 ألفا و622 يورو، أو ما يعادل 232 مليون دولار تقريبا، هو إجمالي مبلغ الفوز في سحبة اليانصيب الأوروبي التي جرت ليلة أول من أمس وشملت ملايين اللاعبين في تسع دول، وفاز فيها لاعب مجهول، حتى لحظة كتابة هذه السطور.

الواقع أنه لتاريخه لا يعرف سوى أن البطاقة الفائزة اشتريت من دكان في منطقة الكالفادوس، بمقاطعة النورماندي، على سواحل شمال غربي فرنسا. ولقد وفق الفائز – أو وفقت - في تأشير الأرقام السبعة الصحيحة، بالإضافة إلى الرقمين الثانويين. ومنذ الإعلان عن أن الملايين كانت من نصيب فرنسا، حتى راحت وسائل الإعلام تعقد المقارنات بين مبلغ الجائزة وما تعادله من سبائك ذهبية يصل وزنها إلى 4 أطنان وتكفي لتغطية سقوف وأرضيات منزل كبير، أو 20 ألف سيارة من نوع رينو «كليو»، أو 36 مرة من المرتب السنوي لأغلى لاعب كرة قدم في العالم. وبهذه الجائزة المالية الضخمة، ينضم الفائز السعيد إلى النادي الصغير والمؤلف من 65 فائزا حصدوا الجائزة الكبرى لليانصيب الأوروبي في فرنسا، منذ إطلاق هذه اللعبة. ولكن على الرغم من ضخامة المبلغ، فإنه يبقى دون الرقم القياسي الذي حققه زوجان آيرلنديان فازا بمبلغ 185 مليون يورو في الثاني عشر من يوليو (تموز) الماضي. لكن مجرد الإعلان عن أن الورقة الرابحة بيعت في فرنسا، أثار حمى في عموم البلد وتساؤلات على كل شفة ولسان حول هوية صاحب البطاقة، وهل هو سعيد حظ أم سعيدة، شاب أم عجوز، يعمل أو عاطل عن العمل، متزوج أم أعزب، غني لا يحتاج المزيد أم فقير يأخذ بثارات كل الفقراء في ضربة واحدة. يبقى أن الإعلان عن هوية الفائز يمكن أن يتأخر لعدة أيام، أو قد يختار الفائز البقاء مجهولا لأسباب مفهومة. ولقد ذكرت بريجيت روث، إحدى المسؤولات في الشركة الفرنسية التي تدير سحبات اليانصيب في فرنسا، أن جميع الفائزين الكبار، أي ممن كسبوا ما زاد على المليون يورو، ترددوا لبضعة أيام أو بضعة أسابيع قبل التقدم لتحصيل الصك الخاص بهم، وذلك بسبب الصدمة والخروج من الوهلة الأولى. إن عليهم المرور من الحلم إلى الحقيقة، كطفل يتفرج على فيلم للرسوم المتحركة في التلفزيون ثم يرى إحدى الشخصيات تغادر الشاشة وتدخل عليه في غرفته. لكن هناك من يتأخر في تسلم الجائزة، لأنه يفضل أن يستشير محاميا وأن يعلن أنه لعب البطاقة بالشراكة مع زوجته أو أبنائه أو أشقائه، لأن المبلغ معفى من الضرائب.