عرض ماكينة التشفير الألمانية «إنيغما» للبيع بمزاد في بريطانيا

حيرت الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية

TT

تعرض في العاصمة البريطانية لندن في أواخر الشهر الحالي ماكينة تشفير الرسائل اللاسلكية التي كان يستخدمها الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، للبيع.

فقد أعلنت دار «كريستيز» للمزادات عن عرضها الماكينة المعروفة باسم «إنيغما»، ذات الثلاثة صفوف من الأزرار الدائرية، التي كانت تستخدمها القوات الألمانية في كتابة رسائلها المشفرة إلى عناصر شبكتها التجسسية، للبيع في مزاد علني، تعتزم إقامته في 29 سبتمبر (أيلول) الحالي، بالعاصمة البريطانية.

وعلى الرغم من صناعة آلاف من هذه الماكينة، فإنه من النادر عرضها للبيع، ويمكن أن تحقق آلاف الجنيهات في المزاد.

وقال جيمس هيلسوب خبير المزادات في دار «كريستيز» لشبكة تلفزيون «سي إن إن» التلفزيونية: «من النادر عرض واحدة منها للبيع، فعلى الرغم من صناعة كميات كبيرة منها فإن كمية محدودة منها بقيت حتى الآن».

وتجدر الإشارة إلى أن شركة هولندية صممت وأنتجت هذه الماكينة للاستخدام التجاري بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت أكثر الأجهزة تقدما من نوعها ومهدت الطريق لشبكات الكومبيوتر العصرية.

وتستخدم الماكينة شبكة معقدة من الدورات تشفر الرسائل قبل إرسالها عبر جهاز مورس إلى ماكينة مشابهة. وإذا ما كانت الماكينة الأخرى مبرمجة بنفس الخلفية - 158 مليون مليون مليون تجميع فيمكن فك شفرة الرسالة.

ولم يتمكن الحلفاء من فك رموز الرسائل المشفرة التي كان يجري إرسالها بواسطة تلك الماكينة، إلى أن نجحوا في الحصول عليها في إحدى المعارك البحرية، حيث تم نقلها إلى مجمع «بلتشلي بارك» الأسطوري، الذي كان يعرف أيضا باسم «المحطة X»، في بريطانيا، حيث تمكنوا من فك شفرتها.

وبحسب هيلسوب، فإن أهمية هذه الماكينة لا تقتصر فقط على دورها في زمن الحرب، وإنما تمتد أيضا إلى التكنولوجيا المعقدة التي اعتمدت عليها في تصنيعها وطريقة تشغيلها، مما يجعلها محط اهتمام كثير من الباحثين، خاصة المهتمين بـ«العلوم المبكرة، والرياضيات، والتاريخ، وأدوات الحواسب».

وفيما يتعلق بالسعر المقترح للماكينة عند عرضها للبيع في المزاد قال: «في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وضعنا سعرا قياسيا عالميا (يتراوح بين 67 ألفا و250 إلى 106 آلاف و164 ألف جنيه إسترليني) لإحدى ماكينات (إنيغما) في المزاد العلني».

وأشار إلى أنه بالنظر إلى أن سوق الأجهزة العلمية ذات الأهمية التاريخية لم تتأثر بالأزمة المالية، فإن دار العرض تأمل بأن تحقق هذا السعر مرة أخرى هذا العام أيضا.