حريق في مصنع كريستال «باكاراه» الفرنسي التاريخي

أفلس بعد الثورة الفرنسية ثم استعاد مجده وغزا العالم

TT

شب حريق كبير، صباح أمس، في مصنع كريستال «باكاراه» الفرنسي ذي الشهرة العالمية، الواقع في مقاطعة اللورين، بشرق فرنسا. وجرى إخلاء العمال الذين كانوا موجودين داخل الموقع بعد اشتعال النار بسبب تسرب للغاز، كما أخليت المنازل القريبة من المعمل من دون وجود إصابات تذكر.

شارك نحو 40 إطفائيا هرعوا إلى المكان من البلدة التي يقع فيها المعمل ومن المدن المجاورة. وأوضح مصدر من فريق الطوارئ والإطفاء أن الحريق التهم 400 متر مربع من ورش العمل. وقُطع الغاز عن الموقع كله، الأمر الذي تسبب في خسائر باهظة للمعمل الذي تشتغل أفرانه بالغاز، ليل نهار، ويعود تأسيسه إلى أواسط القرن الـ18.

يُذكر أن أسقف مدينة ميتز، عاصمة اللورين، قد حصل، عام 1764، على موافقة من الملك لويس الـ15 لبناء معمل للزجاج في بلدة «باكاراه» القريبة. وكان الهدف إنتاج المرايا ونفخ الأقداح وألواح الزجاج، بيد أن المعمل تعرض للإفلاس بعد الثورة الفرنسية وبيع في المزاد العلني ليواصل إنتاجه متعثرا حتى عام 1816، حين اشتراه الصناعي إيميه غابرييل دارتيغ، الذي كان يملك مصنعا للزجاجيات في بلجيكا.

وبفضل دارتيغ نصب أول فرن للكريستال في «باكاراه» وجيء بأكثر من 300 عامل ليشتغلوا في المصنع الذي تنقلت إدارته من يد إلى يد حتى بلغ إنتاجه مهارات رائعة. وعام 1855 فاز كريستال «باكاراه» بالميدالية الذهبية في معرض باريس العالمي وتجاوزت شهرة أقداحه ومزهرياته وثرياته وشمعداناته حدود فرنسا. واليوم يباع إنتاج «باكاراه»، الكريستال الذي طغى اسمه على اسم بلدته، في مختلف مدن العالم الكبرى وله 13 متجرا في الولايات المتحدة الأميركية وتلقى منحوتاته «الثلجية» رواجا خاصا في دول الخليج، كما تتنافس النساء على التزين بقطع منه في القلائد والخواتم والأحزمة.