ظاهرة جديدة في باريس: خطف السلاسل الذهبية من أعناق النساء

ارتفاع أسعار المعدن الأصفر يسيل لعاب النشالين

ظاهرة شد السلاسل من الأعناق بدأت في مرسيليا ذات الكثافة العالية من المهاجرات («الشرق الأوسط»)
TT

بعد الحوادث الشهيرة لخطف حقائب السيدات التي يقوم بها، عادة، لصوص يركبون دراجات بخارية تساعدهم في الهرب، تزايدت في باريس، ومدن فرنسية كبرى، ظاهرة انتزاع السلاسل الذهبية من أعناق النساء. وسجلت مراكز شرطة العاصمة المئات من هذه الحوادث خلال شهري الصيف الماضيين.

وأدى تزايد هذا النوع من السرقات إلى استنفار خاص من فرق الشرطة، وبث حملات واسعة لتوعية الفتيات والنساء بمخاطر التزين بالذهب في الأماكن العامة، وبالأخص الشوارع ووسائل النقل. لكن السارقين، وأغلبهم من الشباب، لا يميزون بين حلية من الذهب وأخرى مزيفة. وهم لا يتورعون عن نزع السلاسل وحتى الأقراط الطويلة من صاحباتها، بالقوة، رغم ما تسببه من خدوش وجروح، بالإضافة إلى صدمة المفاجأة.

وحسب مصادر الشرطة فإن اختطاف الحلي من العابرات صار الرياضة الشبابية المفضلة لأفراد العصابات الصغيرة والمدمنين الذين يريدون الحصول على مبلغ سريع من المال، وذلك نظرا للارتفاع غير المسبوق لأسعار المعدن الأصفر الذي تجاوز نسبة 83 في المائة خلال السنوات الثلاث الماضية. ووصل سعر شراء الغرام الواحد من الذهب، في دكاكين الصاغة، إلى 42 يورو. لكن الصاغة ليسوا وحدهم من يتعاملون بهذه التجارة، بل انتشرت لافتات «نشتري الذهب والحلي المكسورة» على واجهات محلات الحلاقة والكماليات ومستلزمات المنزل. كما نشط الوسطاء الذين يشجعون ربات البيوت على بيع حليهن الذهبية مقابل أجهزة كهربائية أو هواتف متطورة. ويتم التبادل عبر البريد المضمون وحسب الوزن.

مصادر الشرطة تضيف أن ظاهرة شد السلاسل من الأعناق بدأت في مرسيليا، المدينة الجنوبية ذات الكثافة العالية من النساء الشعبيات والمهاجرات اللواتي يتمسكن بزينتهن من الذهب ويعتبرنها رأسمالهن الوحيد وضمانتهن في أيام العسر. ثم انتقلت، هذا العام، إلى باريس وثلاث من ضواحيها الشمالية. وأصدر ميشال غودان، مدير شرطة العاصمة، توجيهات بتحرك دوريات جهاز مكافحة الجريمة لمراقبة أحياء معينة في الدائرتين التاسعة عشرة والعشرين من العاصمة، مثل «بيلفيل» و«منيلمونتان». ولم يقتصر الأمر على ترويع النساء بل وقع رجال من الجالية الآسيوية ضحايا لهذا النوع من السرقات «الطيارة» التي يخفي فيها اللص وجهه بخوذة راكبي الدراجات السريعة. وعادة ما يكون مع السارق شريك ينتظره وراء عجلة القيادة لكي يساعده في الفرار. وفي صدفة نادرة، توصلت الشرطة، الأسبوع الماضي، إلى إلقاء القبض على أحد لصوص السلاسل الذهبية بعد أن فضحه هاتفه النقال الذي سقط منه أثناء نشله حلية من مسافرة على أحد أرصفة «محطة الشرق» للقطارات. وتبين أن الجاني مطلوب في 47 قضية أخرى.