مدينة براوناو النمساوية تنظم فعالية للتخلص من إرث هتلر

السكان يعانون من إحساس بكراهية جغرافية وفوبيا تاريخية

TT

هل شاء القدر لمدينة «براوناو» أن تظل تعيسة مكبلة تعاني بسبب ما جناه ابن من أبنائها، حتى ولو كان ذلك الابن «هتلر»؟! وللعلم، فإن مدينة براوناو آم إن، هي مسقط رأس الزعيم النازي أدولف هتلر، وتقع بإقليم النمسا العليا، شمال غربي النمسا، يفصلها نهر عن ألمانيا.

براوناو نظمت طيلة عطلة الأسبوع، برنامج محاضرات ونقاش مفتوح دعت له مجموعة من السياسيين، على رأسهم رئيسة البرلمان الألماني، باربرا برامر، وعدد من الاقتصاديين وعلماء الاجتماع والمؤرخين والفنانين للبحث في كيفية الانفكاك من ذلك الإرث الثقيل الذي يكبلها بسبب ارتباط اسمها بمولد هتلر.

يعود تاريخ براوناو لعام 1260 مما يؤكد أنها من أقدم المدن النمساوية، وكانت من أكثرها ثراء بسبب تجارتها في الملح، الذي ماثل في ذاك الزمان قيمة الذهب في زماننا هذا. وتعتبر حاليا مركزا رائجا لصناعة الألمونيوم كما تزدهر بها صناعة الإلكترونيات والخشب والزجاج. ورغم قدمها ومكانتها الصناعية فإن اسمها لم يعد يذكر إلا ومعه اسم هتلر، لدرجة أن ثلث سكانها، وعددهم في تناقص مستمر وقد انكمش في السنوات العشر الأخيرة إلى 16.377 نسمة فقط، يعانون بصورة أو بأخرى من إحساس بعنصرية يصفونها بأنها كراهية جغرافية وفوبيا تاريخية، وذلك ما أن يذكروا أنهم من براوناو، فيما يؤكد 6 من كل 10 منهم أن أول سؤال يسألونه أيا كانوا حتى داخل النمسا هو عن هتلر!! دعا عمدة براوناو ضمن برنامجه وللمشاركة في نقاشاته المفتوحة رفيقيه عمدة مدينة غوري الروسية، مسقط رأس ستالين، وعمدة مدينة بريدابيو الإيطالية، مسقط رأس موسوليني، باعتبار أن المصائب تجمع المصابين، وما تعانيه براوناو لا بد تعانيه المدينتان بشكل أو بآخر، كما دعا المخرج الكرواتي العالمي برانكو لوستيغ، الذي نال جائزة الأوسكار عام 1994 عن فيلمه «قائمة شاندلر». ولم يغفل العمدة أن يفتح المجال أمام زوار المدينة من السياح لتقديم ما عندهم من مقترحات لعل وعسى.. بقي أن نذكر أن هذه الفعالية هي رقم 20 التي تنظمها المدينة لذات الغرض ولكن..!!