النمسا: سائق واحد فقط من أصل 7 يكترث لحوادث السيارات

في تجربة ميدانية طريفة

سائقو النمسا لا يكترثون لمساعدة ضحايا حوادث المرور
TT

واحد من أصل سبعة سائقين فقط أوقف سيارته وترجل لتقديم يد العون والمساعدة في حادث حركة مفتعل فبركته رابطة السيارات بالنمسا بالتعاون مع شرطة المرور بإقليم بورغنلاند في شرق النمسا. الحادث المفتعل دبره فريق من الباحثين وانطوى على قلب سيارة على جنبها لتبدو وكأنها قد تعرضت لحادث مروري، مستعينين بكاميرات لتسجيل ردود فعل المارة ومدى استعدادهم لنجدة مصاب في حوادث مشابهة.

الفريق الذي اختار بعناية شديدة الموقع في نقطة ما بين بلدة ماترسبورغ ومدينة آيزنشتات، عاصمة الإقليم، يسهل عندها ركن السيارة للوقوف والتبرع بالمساعدة، أكد عبور 246 سيارة أثناء فترة التجربة. ولكن لم يتوقف منها غير 38 سيارة فقط، مما يعني أن ثلاثة أرباع السيارات المارة فضل سائقوها المضي في سبيلهم، متجاهلين إنقاذ «الضحية».

وفي إحصائية مفصلة تبين للباحثين أن 28 ممن توقفوا كانوا يسوقون سيارات عادية الحجم و9 كانوا يسوقون شاحنات ضخمة، وواحد فقط كان ممتطيا دراجة. وحسب ملاحظات الفريق فإن نسبة 86% من العابرين حتما شاهدوا الحادث، إلا أنهم تجاهلوه مفضلين مواصلة طريقهم وكأن شيئا لم يكن.

هذا، وكان الفريق قد أوقف السيارة في بادئ الأمر على عجلاتها الأربع، مكتفيا بأن يلقي السائق رأسه على عجلة القيادة من دون حراك، فلم يتوقف لمعرفة ما به غير سيارتين من أصل 70 سيارة مرت بقربه ومضت متجاوزة. وبعدها عمد الفريق لتغيير الوضع بإيقاف السيارة على جنبها وكأنها انقلبت، فتوقف عندها سائق سيارة من أصل 7 سيارات عابرة. والطريف أن معظم من سئلوا عن سبب إهمالهم المساعدة أجابوا بأنهم لم يلاحظوا الحادث، بينما قالت قلة إنهم كانوا على ثقة أن أحدا غيرهم سيتوقف للمساعدة، بينما ادعى سائق واحد أنه كان واثقا من أن الحادث «مفبرك»، أي مصطنع.. لأن وضع السيارة كان أقرب إلى وضع «تمثيلي». وقد اعتبر الأطباء النفسيون الذين ضمهم ضمن الفريق المراقب أن سبب إحجام السائقين عن التوقف في معظم الحالات مرده الخوف من تحمل مسؤولية خطأ يقود إلى مشكلات، مع تأكيدهم أن الأسوأ في حالات كهذه أن لا يفعل المرء شيئا على الإطلاق.