ألمانيا: السجن لمصاب بـ«هوس سرقة المكتبات»

جمع كتبا قيمتها 120 ألف يورو

TT

الكليبتومانيا، أو «هوَس السرقة»، مرض ينتشر بين قلة من الناس يعانون من حافز داخلي يدفعهم إلى السرقة، لكن الألماني هاينز. ك (40 سنة) يعاني منذ 18 سنة من «هوَس مكتبات» تحوّل بالتدريج إلى هوس سرقة الكتب من المكتبات.

محكمة دورتموند، في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، بشمال غربي ألمانيا، حكمت على الرجل بالسجن لمدة سنتين وسبعة أشهر بتهمة السرقة، على الرغم من وجود تقارير طبية تثبت إصابته بهوس سرقة الكتب. وبرّر القاضي الحكم بأن المتهم باع الكتب المسروقة على الإنترنت عبر موقع «إي باي» وجنى منها الأرباح، وهذا سلوك لا يشي بالسرقة لمجرّد السرقة.

هاينز كان يرتاد مكتبة مدينة هيرنه، ومكتبات المدن القريبة في دورتموند وأوسنابروك وبوخوم يوميا منذ أن كان طالبا في أحد معاهد هيرنه عام 1993. وعندما ألقي القبض عليه وهو يسرق الكتب في ذلك العام شخّص الطبيب معاناته بـ«هوس المكتبات (بيبلومانيا)».

ثم، بعدما كرّر سرقاته من المكتبات عام 2006، محققا أرباحا قاربت 10 آلاف يورو، من بيع الكتب المسروقة على الإنترنت، حكم عليه القاضي بالسجن لمدة ستة أشهر. ومع ذلك واظب على ارتياد المكتبات يوميا، وعرف كيف يهرّب الكتب على الرغم من الرقابة المفروضة عليه.

وبين 2007 و2010 نجح في سرقة آلاف الكتب العلمية المتخصصة، غالية الثمن، في مجالات الرياضيات والفيزياء والمحاسبة، بينها موسوعة «بروكهاوس» العلمية المؤلفة من 30 مجلدا. وانكشفت السرقة بفضل امرأة اشترت منه كتابا ولاحظت ختم مكتبة مدينة هيرنه عليه فبادرت إلى تبليغ الشرطة.

ومن ثَم عثرت الشرطة في هاينز على 600 كتاب علمي مسروقة تصل أثمانها الحقيقية إلى نحو 20 ألف يورو. واعترف بأنه باع 2600 كتاب خلال هذه الفترة على الإنترنت بسعر 40 ألف يورو (السعر الحقيقي 100 ألف يورو)، وهكذا يكون قد ألحق بمكتبات المدن المذكورة خسائر تبلغ 120 ألف يورو.

أخيرا، قالت إليزابيث فيجر، من مكتبة مدينة هيرنه، إنها نصبت الكمين للسارق بحضور الشرطة وأوقعت به. وأضافت أنها تنصح لصوص الكتب بالتوجه إلى مكتبات أخرى غير مكتبتها لأنها صارت تعرف كل حيل اللصوص وستقف لهم بالمرصاد.