التحرش يدفع نساء الدار البيضاء لتجنب وسائل المواصلات العامة

دراسة للبنك الدولي تفيد بأن 11% فقط لديهن وسائل نقل خاصة

TT

أفادت دراسة أنجزها البنك الدولي بأن سلوكيات غير لائقة، منها التحرش، تؤدي إلى تجنب النساء في مدينة الدار البيضاء، كبرى المدن المغربية، التنقل في وسائل المواصلات العامة، وتحاشيهن التجول مشيا على الأقدام. وتأتي حصيلة الدراسة مع إعلان منظمات نسوية مغربية أنها بصدد تنظيم مسيرة في الرباط ضد التحرش الجنسي.

الدراسة، وعنوانها «مقاربة النوع الاجتماعي في مجال التنقلات الحضرية في الدار البيضاء»، تقول إن وسائل المواصلات العامة لا تلبي الاحتياجات الخاصة للمرأة مقارنة مع نظيرها الرجل، بسبب عوامل اجتماعية وثقافية تحد من استفادتهن من النقل، وبالتالي البحث عن فرص في سوق العمل أو متابعة الدراسة.

وخلصت الدراسة إلى أن 11 في المائة فقط من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع لديهن وسائل نقل شخصية، مقابل 55 في المائة بالنسبة للرجال، وأرجعت الأسباب إلى مشكلتي النظافة والسلامة بالنسبة لمحطات الحافلات، بالإضافة إلى العائق الاقتصادي؛ فقد أظهرت الدراسة أن متوسط الميزانية الشهرية المخصصة لوسائل النقل داخل الأسرة يكون في حدود 400 درهم (نحو 48 دولارا أميركيا) لأكثر من نصف الأسر التي شملها الاستطلاع، والتي اعتبرها معظم المشاركين في الاستطلاع باهظة.

تهدف الدراسة إلى تحديد الكيفية التي تسهل، أو تعرقل، وصول المرأة إلى الموارد الاقتصادية والخدمات الاجتماعية والطبية والأسواق والتكوين والعمل، وتحدد كذلك مجالات العمل ذات الأولوية بالنسبة للسلطات المحلية لتحسين خدمات النقل لصالح النساء في الوسط الحضري. وفي تعليق له، قال محمد ساجد، عمدة مدينة الدار البيضاء، إن الأسباب تتعلق بالإنصاف والمساواة بين سكان الدار البيضاء.

وأردف: «من شأن هذه الدراسة السماح لنا بتحديد أولويات السياسات العامة لتحسين قطاع النقل، ليس فقط من أجل النساء، بل من أجل الجميع».