افتتاح أول جسر «جيو حراري».. في ألمانيا

ينفض الثلج عن نفسه بحرارة يستمدها من جوف الأرض

الجسر «الجيو حراري».. في ولاية شلزفيغ هولشتاين بشمال ألمانيا
TT

بعد النقص الشديد في الملح المضاد للثلج في العام الماضي، خزنت المدن الألمانية أطنان الملح الإضافي استقبالا للشتاء القادم، لكن جسر«بيركنتين» الجيو حراري ليس بحاجة إلى هذا الملح لأنه قادر على نفض الثلج عنه بنفسه.

الجسر الحراري الذي أنشئ في الشمال الألماني هو الأول من نوعه، ويعول عليه المهندسون كنموذج أولي لجسور أخرى قد تبنى في حال نجاحه. وكانت ولاية شليزفيغ هولشتاين، بأقصى شمال ألمانيا، قد اختيرت مكانا لبناء هذا الجسر «الرائد» بسبب مناخها الصقيعي شتاء.

تامارا زيتشانغ، السكرتيرة في وزارة النقل بالولاية، قالت إن الجسر بني على الطريق الاتحادي رقم 208 بين باد أولدزول وراتزبورغ «لأن الثلج يتراكم هناك مدة 135 يوما في السنة كمعدل». وكان الجسر السابق معروفا هناك كأسوأ «حلبة تزلج» للسيارات في ألمانيا بحكم الجو الرطب والتيارات الهوائية الباردة التي تحول ماء المطر إلى جليد خلال لحظات.

الجسر الجيوحراري يدفئ نفسه بماء دافئ مستمد من جوف الأرض في المنطقة. فقد حفرت الأرض بعمق 80 مترا وصولا إلى مياه جوفية بدرجة حرارة 15 مئوية. وثمة مضخات تسحب الماء إلى عل، وتمرره إلى شبكة من الأنابيب المعدنية المقاومة للصدأ تنتشر تحت أرضية الجسر، ثم تعيده بأنابيب أخرى إلى جوف الأرض.

المهندس ينز أوفه كول، رئيس المشروع، قال موضحا بالأمس إن الجسر «يدفئ نفسه مجانا من جوف الأرض، لكن الكهرباء اللازمة لتشغيل المضخات ليست مجانية»، ولهذا زود الجسر بتقنية تجعل المضخات تشتغل تلقائيا عندما تقترب حرارة سطح الجسر من 4 درجات مئوية فوق الصفر. كما حسب حساب تشغيل النظام في الصيف، إبان أيام الحر، بهدف تبريد سطح الجسر أيضا، لأن من شأن ذلك إطالة عمر الجسر. وللعلم، فإن نحو 6000 سيارة، بعضها من الشاحنات الضخمة، تمر على الجسر يوميا كمعدل عام.

وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن سطوح الجسور إبان الشتاء تكون عادة أكثر برودة من سطوح الشوارع لأن الجسور معلقة، وبالتالي فهي معرضة للتيارات من الأعلى والأسفل. وسيجري في خطوة أولى، خلال أيام الخريف، تدفئة الجسر إلى درجة تساوي درجة حرارة الشارع.