ناشدت بالأمس جماعات حماية الحيوانات السلطات الأميركية فرض قيود أكثر تشددا، بل قد تصل إلى حد الحظر المطلق على اقتناء حيوانات برية ومتوحشة، في أعقاب الذعر الذي تسبب فيه فلتان عشرات الوحوش الخطيرة في ضواحي مدينة زينزفيل ولاية أوهايو.
وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة «كريستشان ساينس مونيتور»، اضطرت الشرطة في الولاية لمطاردة عشرات الأسود والنمور والدببة والقردة وقتلها، بعدما أخرجها مالكها تيري طومسون من «حديقة حيواناته» الخاصة من أقفاصها وأطلقها، قبل أن يقدم على الانتحار.
واين باسل، رئيس «الجمعية الإنسانية» (هيومين سوساييتي)، قال بالأمس خلال مؤتمر صحافي إن الحادث الأخير في أوهايو «يجب أن يلفت لأهمية وقف الملكية الخاصة للحيوانات الخطيرة والمتوحشة، وكأنها حيوانات أليفة أو مرافق جذب سياحي على جانبي الطرق». وأردف: «مثل هذه الحيوانات لا تحفظ في الحدائق الخلفية للبيوت ولا في غرف النوم ولا أقبيتها». والجدير بالذكر أن 7 ولايات أميركية بينها أوهايو، هي نورث كارولينا وساوث كارولينا وآلاباما ونيفادا ووست فيرجينيا وويسكونسن، لا تحظر اقتناء الحيوانات البرية والاحتفاظ بها في مرافق شخصية خاصة.
ما حصل في حالة طومسون (62 سنة)، مالك الحيوانات في محافظة ماسكينغوم بولاية أوهايو، حسب خبراء رعاية الحيوانات أنه كان يحفظ حيواناته في ظروف سيئة للغاية. وأنه أدين بتهمة إهمالها، حتى إنه بالكاد كان يطعم خيوله العلف الكافي، وعندما كانت تمرض وتموت كان يطعم لحمها للأسود. وعلم أن السلطات كادت تقفل «حديقته الحيوانية» عام 2003، وأن الجهات المعنية قامت بزيارات تفقدية لها منذ 2004 وشاهدت تقرحات في أجسام بعضها بفعل نقص التغذية.
وعندما اعتقل طومسون بتهم مخالفات تتعلق بحيازة أسلحة نارية عام 2008، وسجن لمدة سنة، تولت زوجته رعاية الحيوانات، لكنها غادرت بعد خروجه من السجن. وحسب أحد المصادر ربما كان طومسون قد صدم بسوء حال حيواناته، فقرر إطلاقها والانتحار.
ولقد عثر على طومسون ميتا بطلق ناري يرجح أنه صادر عن سلاحه، بينما أفلتت الحيوانات من «الحديقة» القائمة على مساحة 30 هكتارا، وجرى قتل 49 منها من أصل 56، بينها 18 نمرا بنغاليا نادرا و17 أسدا، في حين ما زال طليقا قرد من نوع الماكاك يرجح أنه مصاب بفيروس «هيربيز ب»، ولا بد من قتله فور العثور عليه.