الشمس تجدد صداقتها مع الملك رمسيس الثاني داخل معبده جنوب مصر

أسوان ألغت الاحتفالات حزنا على ضحايا «أحداث ماسبيرو»

معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل
TT

جدد الملك رمسيس الثاني، أشهر ملوك الفراعنة المصريين، أمام أكثر من ألفي سائح صداقته للشمس، التي تعامدت على وجهه فجر أمس في معبده بمدينة أبو سمبل، إلى الجنوب من أسوان، في أقصى جنوب مصر.

اتجهت الأنظار لمدة 20 دقيقة إلى أجمل قصة حب ربطت بين قلبي رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري منذ أكثر من 3 آلاف سنة. ولكن لأول مرة يحدث تعامد الشمس في غياب الاحتفالات والكرنفالات الفنية والشعبية، التي كانت عادة تصاحبه في كل مرة، وذلك بعد قرار محافظ أسوان، اللواء مصطفى السيد، إلغاء الاحتفالات حزنا على أرواح ضحايا «أحداث ماسبيرو» التي وقعت في العاصمة القاهرة قبل أسبوعين.

أشعة الشمس توغلت داخل المعبد وقطعت مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس، ثم تقطع 60 مترا أخرى لتتعامد على تمثال رمسيس وتمثال الإله آمون رع إله طيبة، صانعة إطارا حول التمثالين بطول 355 وعرض 185 سنتيمترا، في ظاهرة فلكية تتكرر مرتين كل عام داخل معبده في مدينة أبو سمبل.

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، قال أسعد عبد المجيد، رئيس مدينة أبو سمبل، إن ما يقرب من ألفي سائح شاهدوا المناسبة، على الرغم من إلغاء المظاهر الاحتفالية، في حين أوضح أسامة عبد الوارث، مدير المتحف النوبي في أسوان، أن «تعامد الشمس لا يعود إلى يوم مولد رمسيس ويوم جلوسه على العرش؛ بل يعود لتغير موقع المعبد من مكانه القديم إلى موقعه الحالي، وذلك ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة الذي نفذته منظمة (اليونيسكو) قبل عام 1964. وبعد نقل المعبد 120 مترا غربا، أصبحت الظاهرة تتكرر يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) وتتواكب مع بداية فصل (برت) أو الشتاء الذي هو فصل الزراعة عند المصريين القدماء، والثانية يوم 22 فبراير (شباط) وتتزامن مع بداية موسم الحصاد». وأضاف عبد الوارث أنه «يوجد في الجدارين الشمالي والجنوبي بقاعة قدس الأقداس وصالة الأعمدة الثانية منظران لـ21 كاهنا يحملون في الأول موكب الملك رمسيس وفي الثاني موكب الإله آمون رع إلى خارج المعبد».

ومن جهته، قال الآثاري أحمد صالح، مدير آثار أبو سمبل ومعابد النوبة، إن معبد نفرتاري يتميز باللمسة الأنثوية التي تعبر عن رقة صاحبته، إذ توجد فيه مجموعة من النقوش الناعمة التي تبرز جمال نفرتاري وهي تقدم القرابين للملائكة.