النمسا: تعميم تحذيري من الاحتيال عبر المكالمات الهاتفية

أخطرها ما يطلب فيها معلومات شخصية

TT

«آلو.. هل أتحدث مع السيد كارل يوهانس فيرنر؟» وبعدما يأتي عبر الأثير الرد بالإيجاب، يقول المتصل شيئا من قبيل «أنا فلان الفلاني من شركة (كذا) العالمية للتأمينات، ويسرّني أن أهنئكم يا سيد فيرنر بفوزكم بجائزة قيمة، ولكن عليكم أولا أن تسدّدوا مبلغ قيمة توصيلها». وهكذا قد تستمر المحادثة إذا طمع فيرنر في الجائزة التي بشره بها المتصل، وإلا يبادر مسرعا بإغلاق الخط وإنهاء المحادثة.

تحذيرا من مكالمات من هذا النوع تفاقمت في الفترة الأخيرة، عمّمت الشرطة النمساوية أخيرا بيانا ينبه العموم إلى أن الإعلان التجاري والتسويق عبر الاتصالات الهاتفية مخالف للقانون. وذكرت أن محتالين ونصّابين يتكسّبون من إجراء مكالمات هاتفية يختارون أرقامها عشوائيا يبدأونها عادة بتكتيك نفسي فعّال يعتمد على مخاطبة المتلقي باسمه كاملا، ومن ثم يجرفونه في مكالمات طويلة تتواصل بلهجة جادة ونبرة متسارعة مهنئين المتحدث بفوزه بجائزة، أو عارضين عليه قيمة تأمين مغرية، أو غيرها من ذرائع مختلفة ومغريات تدفع بكثيرين للاستمرار في الحديث، بينما الغرض الأساسي تطويل المكالمة، ولكن يزداد الأمر خطورة حين يقتنع المتلقي بما يقوله المتصل، فيمده بمعلومات شخصية منها رقم حسابه البنكي طمعا في الحصول على الجائزة المزعومة.

الشرطة نبّهت في بيانها، المعمّم يوم أول من أمس، لضرورة الحذر من الانجراف في مكالمات مع أرقام غير معلومة، مشيرة إلى تلقيها سيلا من بلاغات ضد جهات مجهولة تتصل بحجة الإعلان. وذكّر التعميم بأن التسويق والإعلان عن طريق الهاتف منعا منذ عام 2003 حماية من سوء استغلال الخدمات الهاتفية لتحقيق كسب غير مشروع. ويفيد تقرير للشرطة أن أكثر من 15 ألف مكالمة من هذه النوعية تسجّل يوميا بمدة تطول لأكثر من 20 دقيقة بسعر 70 يورو، مما يجعل خسائرها تصل إلى 400 ألف يورو يوميا. هذا، وبينما تبدي الشرطة أسفها لخداع «الضحايا» فهي تحمّلهم عواقب طمعهم للفوز بجوائز لا يتحسّبون لمصادرها.