الشرطة الفرنسية تشدد الحماية على 3 صحافيين في «شارلي إبدو»

المجلة الفرنسية المسيئة للإسلام تحولت إلى «مشردة على النت»

TT

وضعت الشرطة الفرنسية حماية خاصة لثلاثة من العاملين في مجلة «شارلي إبدو» الباريسية بعد تلقيهم تهديدات مختلفة. وكانت المجلة التي تتخذ من السخرية أسلوبا لها قد تسببت في إثارة مشاعر المسلمين لنشرها رسوما مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وموضوعات تمس الإسلام، في عددها الأخير الذي صدر الأربعاء الماضي مع تحوير اسم المجلة إلى «شريعة إبدو».

وجاء مدير المجلة ورسامها الرئيسي «شارب» في مقدمة المستفيدين من الحماية، وكذلك مدير التحرير «ريس» والرسام «لوز». وأوضح أحد العاملين في المجلة أنهم لم يكونوا راغبين في أن تصل الأمور إلى هذا الحد لكن إحاطتهم بحراسة مشددة جاءت تفاديا للمخاطرة.

ومنذ الإعلان عن محتويات العدد، قبل صدوره بيومين، توالت رسائل الاحتجاج على المجلة وتعرض مكتبها في باريس لهجوم بالزجاجات الحارقة، الأمر الذي أتى على أدوات العمل كلها. كما تعرض موقع المجلة الإلكتروني للقرصنة وتوقفت صفحتها الخاصة على «فيس بوك» بسبب ضغط رسائل الاستنكار. وتلقت صحيفة «ليبراسيون» تهديدات بمهاجمة موقعها وتدميره، أيضا، لأنها استضافت محرري ورسامي «شارلي إبدو» في مكاتبها وأعادت نشر الرسوم المسيئة.

في المقابل، تلقت المجلة العديد من مواقف التضامن معها من سياسيين فرنسيين من مختلف الأطياف، ومن شخصيات تمثل المسلمين، انطلاقا من الدفاع عن حرية التعبير. كما أمر وزير الداخلية بالإسراع في التحقيق لمعرفة المتسببين في احتراق مكتب المجلة. وتم القبض على 3 أشخاص يشتبه في علاقتهم بالحادث.

وكتب العاملون في «شارلي إبدو»، من خلال مدونة لهم، أنهم باتوا ينتمون إلى طائفة المشردين الفرنسيين الذين يطلق عليهم مصطلح «دون عنوان ثابت» على الإنترنت. لكن الجدل الذي أثاره العدد الأخير دفع آلاف الفضوليين للبحث عنه واقتنائه، وجرت إعادة طباعة 75 ألف نسخة إضافية منه وتوزيعها صباح الخميس الذي أعقب احتراق مكتب المجلة.