المتقاعدون أكبر ملوثي البيئة

طريقة حياتهم وسياراتهم تتسبب بإطلاق كمية هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون

TT

السيارة هي أكبر «قاتل» للبيئة من وجهة نظر منظمة «غرين بيس» البيئية، لكن البقرة أكبر «قاتل» لطبقة الأوزون من وجهة نظر حزب الخضر الألماني بسبب غاز الميثان الذي تطلقه مع الروث. أكبر قاتل للبيئة بين البشر هم المتقاعدون، أو فئة غير العاملين من سن 65 سنة فما فوق، حسب دراسة جديدة أطلقها معهد ماكس بلانك الألماني المعروف. ويرى خبراء المعهد، في دراستهم حول علاقة سن الإنسان بالضرر على البيئة، أن المتقاعدين يتسببون بإطلاق كمية هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون تزيد على 14,9 طن في اليوم.

واقع الحال أن الشباب يقودون سياراتهم بسرعة أكبر، يدخنون أكثر ويستهلكون الكثير من الكهرباء، لكن ضرر المتقاعدين على البيئة أكبر. هذا لأنهم، بسبب حالة اللاعمل، يسافرون كثيرا على الطائرات، يقودون سياراتهم «القديمة» كثيرا في تنقلاتهم، يدفئون منازلهم بلا انقطاع ولا يكفون عن مشاهدة التلفزيون. بل إنهم يتركون التلفزيون يعمل في الصالة، والراديو يبث بلا انقطاع في المطبخ، بينما يعلو صوت جهاز الاستريو في غرفة النوم.

وجاء في الدراسة أن إطلاق ثاني أكسيد الكربون يبدأ في الانخفاض مع «عودة الشيخ إلى صباه». فكمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنطلقة عن نشاطات البشر بين 30 - 50 سنة تنخفض إلى 12 طنا في السنة. أما المقتصدون فعلا في الطاقة، أو أقل فئات العمر ضررا على البيئة، فهم الأطفال تحت 10 سنوات لأنهم يطلقون طنين من ثاني أكسيد الكربون في السنة.

هذا ليس كل شيء لأن خبراء المعهد توصلوا إلى أن الفقراء أرحم من الأغنياء بالبيئة. ويزداد انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون عن نشاطات الإنسان كلما زاد دخله الشهري. وهذا ينطبق أيضا على الشعوب المختلفة، لأن سكان العالم الغني يلوثون البيئة أكثر من سكان العالم الفقير.

الدولار متهم أيضا لا لشيء إلا لأنه العملة القياسية في العالم. فلكل دولار أميركي يدفعه المواطن العالمي للكهرباء يؤدي إلى انبعاث 8,7 كلغم من غاز ثاني أكسيد الكربون، وكل دولار يدفع للبنزين يؤدي إلى انبعاث 6 كلغم من نفس الغاز.