600 يورو غرامة لألماني قذف رئيس الجمهورية بالبيض

لأن المتهم المدان صاحب سوابق

الهجوم بالبيض.. لحظة وقوعه (د.ب.أ)
TT

في عام 1990، هاجم متظاهرون ألمان شرقيون المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول بالطماطم، بحجة أنه أخل بوعوده الانتخابية تجاههم. غير أن المقاتل العنيد والضخم الجثة كول (طوله 193 سم ووزنه 158 كلغم) رد الصاع صاعين ووجه لكمات هائلة إلى بعضهم.

لم يرفع كول آنذاك دعوى ضد مهاجميه لأنه «أخذ حقه بيده» وألحق أضرارا جسدية ببعضهم، غير أن رئيس الجمهورية الحالي كريستيان فولف لم يواجه هجوم البيض الفاسد بيده إلا لحماية بدلته. بل إنه ترك مهمة تلقي «قذائف» البيض لمرافقيه الأنيقين، خصوصا فولكر بوفيه رئيس وزراء ولاية هيسن. ولذا فقد أوقعت المحكمة الألمانية حكما على المهاجم بغرامة مالية قدرها 600 يورو، بعدما أدانته بتهمة «الإساءة المتعمدة لرئيس الجمهورية». وكان من الممكن أن يتجنب المهاجم العقوبة، حسب رأي قاضي محكمة فرانكفورت بوسط غرب ألمانيا، لولا أنه رفض حتى النهاية أن يعتذر عن فعلته.

كان المهاجم الألماني (49 سنة) قد برر هجومه على رئيس الجمهورية على أساس تلقيه فاتورة حسابات «غير مسؤول» عنها أجبره القاضي على دفعها. وادعى أمام قاضي محكمة فرانكفورت، فولكر كايزر كلان، أن «من حق المواطن الألماني استعادة حقوقه ولو عبر تنبيه المسؤولين بالبيض الفاسد إلى مظلوميته». وأضاف أن ما فعله بالرئيس «كان استرجاعا لحق لم ينصفه فيه أحد».

المشكلة أن قاذف البيض، وهو يعمل مهندسا في مدينة فرانكفورت، سبق له أن هاجم رئيس الجمهورية السابق هورست كوهلر (2004 - 2010)، وحينذاك برر فعلته بخسارته نزاعا حول إيجار شقته «عن غير حق» - أيضا - أمام المحكمة عام 1998. وعليه «كان سجله حافلا برائحة بالبيض الفاسد»، حسب رأي القاضي.

من ناحية ثانية، تحدث الطبيب النفساني المكلف بفحص «قاذف البيض» عن احتمال معاناة المتهم من «متلازمة ميشائيل كولهاس»، وهي حالة مرضية تعبر عن «مرارة حياة» الإنسان بسبب توالي الإحباطات. لكن القاضي كايزر كلان لم يجد هذا التبرير الطبي كافيا لإعفاء المتهم من جنايته، وإن علق قائلا إنه لا يتوقع أن يكرر المتهم المدان هجماته على رؤساء الجمهورية المقبلين.