تقدر دائرة البيئة الألمانية الاتحادية إنتاج أكياس النايلون في أوروبا لأغراض الاستخدام اليومي بنحو 500 مليار كيس سنويا. والمعروف أن هذه المادة البلاستيكية غير قابلة للتحلل بيولوجيا، وبالتالي من شأنها أن تلحق أضرارا هائلة بالبيئة.
لهذا السبب تقدم حزب «الخضر» الألماني البيئي بمشروع لفرض الضرائب على أكياس النايلون بهدف تقليص إنتاجها واستهلاكها على المستوى الألماني. واقترح الحزب فرض مبلغ مقداره 22 سنتا إضافيا، في الأقل، على كل كيس نايلون، على أن يستعيده المواطن بعدما يعيد الكبس إلى حاويات إلكترونية على غرار حاويات استرجاع القناني.
هذا يعني أن الحزب يحاول مع النايلون تكرار فرض تجربته الناجحة في فرض مبلغ 25 سنتا على كل قنينة وعلبة مرطبات معدنية. ويذكر أن «الخضر» كانوا قد فرضوا مثل هذا «البديل النقدي» على القناني أثناء فترة تحالفهم في الحكم مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي بقيادة غيرهارد شرودر. وأدى القرار، آنذاك، فعلا إلى تدوير أكثر من 80% من قناني البلاستيك والعلب المعدنية المستخدمة في ألمانيا.
دوروثيا شتاينر، الناطقة الرسمية باسم «الخضر» للشؤون البيئية، قالت إنها تسترشد بتجربة آيرلندا التي فرضت مبلغ 15 سنتا على كل كيس نايلون. إذ أدى هذا الإجراء إلى تقليص استعمال أكياس النايلون في آيرلندا بنسبة 90%، وتوقعت الناطقة أن يؤدي فرض ضريبة على أكياس النايلون في ألمانيا إلى نتائج مماثلة.
من جهة أخرى، ترى دائرة البيئة الاتحادية، على لسان بيرنهارد شبروكامب، إمكانية اعتماد إجراءات أخرى غير الضريبة تساهم بتقليص إنتاج أكياس النايلون واستهلاكها. إذ قال: إن سعر الكيس الحالي (بين 5 و10 سنتات) أجبر المواطن على استخدام الكيس ذاته 5 مرات قبل أن يرمي به إلى النفايات. وأضاف أن الألمان يستهلكون 5 ملايين كيس نايلون سنويا، أي بمعدل 65 كيسا للفرد الواحد سنويا، «وهذه نسبة ضئيلة قياسا باستهلاك الفرد الأوروبي الذي يرتفع إلى 500 كيس سنويا كمعدل».