«سر تصحبك السلامة».. هكذا ودع الكاهن جاكوسلاف بانيتش سيارة واحد من المئات من أبناء رعيته التي حظيت بمباركته، بينما اصطف آخرون داخل سياراتهم وهم يتحركون خطوة وراء خطوة منتظرين أن ينعموا بمعاملة مماثلة؛ بمناسبة يوم القديس كليمنت ببلدة دوبروافا على ساحل دالماشيا بجنوب غربي كرواتيا. ولكن بجوار هؤلاء وقفت صفوف أقصر وأقل عددا وانتظاما ضمت مزارعين ورعاة كانوا ينتظرون القس لكي يبارك ماشيتهم وعددا من البط والطيور.
في حديثه مع وسائل الإعلام المحلية، ومنها «كرواشيان تايمز»، أوضح القس الذي بدا منهمكا بتوزيع «المباركات» على شباب يقودون سيارات حديثة، صغيرة الأحجام مقارنة بالجرارات الزراعية الكبيرة، أن «التغيير الذي طرأ على نوعية الحياة ونوعية أساليبها غير بدوره الطقوس الكنسية». وأردف أنه «بعدما جرت العادة في الماضي أن يجلب الناس ماشيتهم وبهائمهم طلبا لبركة اليوم المبارك، باتوا اليوم يأتون بمركباتهم من أحدث الموديلات». مضيفا «لقد أصبحنا لأكثر من 15 سنة نتعامل مع الحديد والسيارات ونطلب لها المباركة والحفظ والصون».
ومضي القس بيانكيتش، قائلا «لقد أصبحت السيارة اليوم بأهمية الخيول والأبقار بالأمس، وعلى الرغم من يقيننا بالتغيير، فالأمر ما زال مربكا.. ولكن المباركة مطلوبة لكل ما يحبه المؤمن ولكل ما يوليه اهتمامه».
وردا على سؤال عما يطلبه أصحاب السيارات على وجه العموم، أجاب القس «إنهم يطلبون النجاة من الروح الشريرة والوقاية من القيادة المتغطرسة وعلة السرعة القاتلة، بالإضافة إلى الإهمال والسرقة، ونفاد الصبر، وعتمة الضباب المفاجئ، والتعب كي لا يتعرضون لحوادث صدم، بينما هم يقودون مركباتهم في طرق سريعة، وفي ذلك هلاكهم، لا سيما من يسوقون جرارات وشاحنات».