اختلاف في مستويات الضحك والقهقهة بين أغنياء ألمانيا وفقرائها

ينطبق كذلك على فارق السن

TT

تقول دراسة أميركية جديدة إن علماء جامعة هارفارد الأميركية الشهيرة اكتشفوا السبب العلمي وراء المثل القائل «اضحك تضحك لك الدنيا، ابك تبك وحدك»، إذ ثبت مختبريا أن الضحك يوسع الشرايين وينشط الدورة الدموية على عكس الاكتئاب الذي يضيق الشرايين.

ولكن ما إذا كان الألمان يضحكون بشكل مختلف، كل حسب مستواه الاجتماعي وتبعا للطبقة التي ينتمي إليها كل ضاحك، فهذا شيء جديد تحدثت عنه دراسة مسحية جديدة نفذها معهد «أمنيد» لاستطلاعات الرأي، بتكليف من محطة البث الرقمي التلفزيوني (سكاي).

وبين ما أوردته الدراسة أن الألمان كلاسيكيون ومحافظون، ولذا فإن غالبيتهم أيضا تطلق ضحكة «ها.. ها.. ها..» التقليدية التي تكتب في مجلات الكوميكس. وهذا، في حين أن القهقهة العالية من طراز «هو.. هو.. هو..» المميزة لـ«بابا نويل» أشهر شخصيات «الكريسماس (الميلاد)»، غدت نادرة جدا، بالرغم من الهدايا السنوية التي يحملها الرجل - الرمز.. بثيابه الحمراء المميزة إلى البيوت ليلة الميلاد، ولا يضحكها في ألمانيا سوى نسبة 2,3 في المائة.

وتشير الدراسة الطريفة إلى أن معظم الألمان المسنين يقهقهون بـ«هو.. هو.. هو..»، لكن الحقيقة أن نسبة المقهقهين بهذه الطريقة ترتبط بالسن. واتضح أن 10 في المائة من الألمان ممن هم فوق سن 50 سنة يطلقون مثل هذا الصوت الدال على الشيخوخة والبدانة.

من ناحية ثانية، تظهر علامات القهقهة «الطبقية» في ألمانيا من خلال مقارنة شكل القهقهة بمداخيل الناس ومستواهم الاجتماعي.. إذ بينت الدراسة المسحية أن نسبة 32,2 في المائة من الألمان، من ذوي دخل صاف يزيد على 3000 يورو يضحكون بـ«هي.. هي.. هي..». مع ملاحظة أن الناس من هذه الفئة تضحك أقل من غيرها رغم يسر الحال. أما العامة من الناس، من ذوي الدخل المحدود، ومتلقي المساعدات الاجتماعية ومعونات البطالة، وعموما كل من يقل دخله عن 1000 يورو شهريا، فتضحك أكثر، ولكن بالطريقة التقليدية «ها.. ها.. ها..». هذا مع أن نسبة 3,7 في المائة فقط منهم، ولأسباب مجهولة، يطلقون قهقهة الأثرياء «هي.. هي.. هي..». إذن.. الضحك مفيد للصحة ودليل يسر الحال، لكن من يعرف كيف يضحك؟ فالألمان أنفسهم يعترفون بأنهم لا يعرفون الضحك جيدا بسبب المغالاة في الجدية. وسبق لمدينة أيسن، إحدى كبرى مدن غرب البلاد، أن استضافت وفدا متخصصا من الهند كي يعلم سكانها الضحك. وصدق من قال: «يضحك كثيرا من يضحك أخيرا».