فيينا: تدشين مستودع ملح بحجم ملعبي كرة قدم تحسبا لجليد الشتاء

مع أن منتجعات التزلج النمساوية تنتظر تساقط الثلوج بفارغ الصبر

لقطة من داخل مستودع الملح في فيينا وهو الأكبر من نوعه في أوروبا
TT

لن يسمع سكان العاصمة النمساوية فيينا هذا الشتاء العذر التقليدي لعدد من السلطات المحلية، التي غالبا ما تبرّر فشلها في درء الكوارث بأن الكارثة باغتتها، وذلك بسبب ما أعدته سلطات المدينة من تجهيزات واستعدادات لمواجهة المشاكل الكبرى التي قد تنجم عن تساقط الثلوج، ومن ثم، تحوّلها إلى جليد.

ومع أنه لا تلوح في الأفق أي عواصف ثلجية «مباغتة» تشل الحياة في المدينة، بل تشكو منتجعات التزلج من نقص الثلوج، دشّن بالأمس مستودع للملح هو الأكبر من نوعه في أوروبا، إذ إنه يستوعب 45 ألف طن من الملح. وهذه كمية ترى السلطات المحلية أنها تكفي المدينة طيلة فصل الشتاء، حتى في حال ارتفعت أثمان الملح أو عانت الأسواق من شحه. ومعلوم أن الملح يُرش لإذابة الجليد الناتج عن تجمد الثلوج المتراكمة على الطرقات والأرصفة، وبخاصة في حالات استمرار انخفاض درجات الحرارة، وهو ما يعرقل الحركة، بل يشلها تماما في بعض المواقع، كما يعرّض المواطنين، مشاة أو ركاب مركبات، لحالات انزلاق لا تحمد عقباها.

ودرءا لأي طوارئ، أنفقت السلطات المحلية في فيينا مبلغ 5.4 مليون يورو لشراء 25 ألف طن أخرى من الملح أدخلت مباشرة إلى المستودع، الذي استغرق بناؤه 6 أشهر، ويبلغ طوله 100 متر وعرضه 30 مترا وارتفاعه 10 أمتار وسعته 560 مترا مكعبا. ولقد جرى نقل كميات إلى مختلف مواقع الإمداد في المبنى الذي يماثل حجمه حجم ملعبي كرة قدم، عن طريق حزام احتاج صنعه لـ10 آلاف متر مربع من الحديد الصلب.

وبالإضافة إلى مستودع الملح خصّصت سلطات العاصمة النمساوية صوامع تخزين جديدة تتبع للإدارة الرقم 48، وهي إدارة معروفة لدى الجمهور مولجة بأعمال الصيانة والرقابة طيلة فصل الشتاء بقوة عاملة قوامها 1400 عامل تحت إمرتهم 382 جرافة جليد وكاشطة.