المغرب: مؤتمر دولي في أكادير حول شجر «الأركان» النادر

فوائد بلا حصر لزيته.. واهتمام أوروبي بأسراره

مغربيتان تعملان في عصر زيت الأركان («الشرق الأوسط»)
TT

ينظم في مدينة أكادير بالمغرب مؤتمر دولي حول شجر الأركان، الذي يعد من أندر الأشجار في العالم، تحت عنوان «آفاق البحث حول شجرة أركان». والجدير بالذكر أن هذا النوع من الشجر لا يوجد إلا في منطقة سوس في جنوب المغرب، وتنمو أشجاره برية وتعد من الأشجار المعمرة التي قد تعمر لأكثر من قرن. ويستخرج منها «زيت أركان»، الذي يكتشف في كل يوم فوائد جديدة في استعماله؛ سواء في الطبخ أو في مستحضرات التجميل.

الجهات الحكومية المغربية أفادت بأن المؤتمر، الذي سيفتتح الخميس المقبل، «يتوخّى تبادل الخبرات العلمية والفنية بين المتخصصين المغاربة والأجانب في قطاعات الغابات والعاملين في المجال الزراعي والتجارة»، ويهدف إلى وضع خطة عمل تهدف إلى «تكاثر شجر الأركان على أسس علمية سليمة، وبلورة التنسيق الجيد بين برامج الأبحاث في هذا المجال».

والمعروف أن شجرة الأركان استقطبت اهتمام عدد كبير من الباحثين المغاربة والأجانب الذين عكفوا لسنوات على دراسة بيولوجيتها وبيئتها الجغرافية والاجتماعية، فضلا عن فوائدها. وشملت الدراسات الجوانب المتعلقة بالتباين الوراثي للشجرة وخصائصها المورفولوجية والفيزيولوجية وتقييم التنوع الجيني وإعادة غرسها وإنتاج المشاتل، بالإضافة إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ولقد جرت عدة محاولات لزراعة الأركان في عدة مناطق من العالم لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وكانت إسرائيل ممن حاولوا زرع هذه الشجرة قبل سنوات، وهو أمر أثار جدلا في المغرب وطرح داخل مجلس النواب، ولكن تلك المحاولة باءت أيضا بالفشل.

يشار إلى أن شجرة الأركان تلعب دورا مهما في الحياة الاقتصادية لكثيرين من سكان منطقة سوس، الذين يستخرجون من زيتها مادة غذائية غنية يصل ثمن اللتر الواحد منها في حدود 500 درهم (63 دولارا أميركيا) ويتضاعف هذا المبلغ بعدما أصبحت زيوت الأركان تستعمل ضمن مواد التجميل الطبيعية، وتصدر خارج المغرب وخاصة إلى الدول الأوروبية، وحاليا تهتم المختبرات الطبية بهذا الزيت، حتى إن بعضها أوفد بعثات علمية لاكتشاف أسرار هذه الشجرة الفريدة. كذلك تعتبر أوراق شجر الأركان مادة غذائية مفيدة للماعز بمنطقة سوس، حيث يتسلق الماعز إلى أعلى الشجرة لقضم أوراقها كلما كان هناك نقص في العشب.