برلمان النمسا يعترف بـ«بناتها».. ويذكرهن في النشيد الوطني

انتصر للمطالبات بالمساواة الجنسية.. وأقر تعديل كلماته في قانون

TT

في جلسة البرلمان النمساوي بالأمس، قبل انصرافه للعطلة الشتوية، أجاز البرلمان إدخال تعديلات على النشيد الوطني للبلاد تضيف كلمة «بنات» إلى المقاطع التي كانت مقصورة على كلمة «أبناء». وبإجازة هذا التعديل بقانون يكون البرلمان قد حسم جدلا ونقاشا حاميين شغلا النمسا لفترة غير قصيرة. وكان قطاع واسع من المواطنين أثار مطالبات لغوية في المسألة من منطلق تأكيد مبدأ المساواة بين الجنسين، ولو في مقاطع النشيد الوطني. وبالتالي، جاء التعديل البرلماني ليؤكد - كما لو كان هذا الأمر موضع شك - أن للنمسا بنات كما أن لها أبناء، ولها نساء كما لها رجال، يعزونها ويتغنون بجمالها كأرض الجبال، بدلا من الاكتفاء بترديد مقاطع تتحدث عن الذكور فقط.

الحملة للتغيير كانت قد انطلقت في الواقع بمبادرة من وزارة التعليم التي دفعت بنسخة معدلة للنشيد غنتها كريستينا شتومر، مغنية «البوب» الشابة الأكثر شعبية في النمسا، مما نجح في لفت الانتباه وأدى إلى إثارة القضية، التي سرعان ما تحمست لها ناشطات سياسيات أوصلنها إلى قبة البرلمان، ومن واظبن على التشديد عليها في وجه اعتراضات وتنديد قوي من الأحزاب اليمينية المحافظة المعارضة، التي اعتبرت أن النساء يحتجن للمساواة في «أمور أخرى أكثر أهمية»، ووصفت المطالبات بأنها مجرد محاولات من حزبي الحكومة الوطنية الائتلافية وحزب «الخضر»، الحليف في حكومة إقليم العاصمة فيينا لـ«شغل الرأي العام بتفاهات لا تهم أحدا».

من جهة أخرى، خسر ورثة باولا فون بررادفوييك، المؤلفة الأصلية للنشيد الوطني، الدعوى القضائية التي كانوا قد رفعوها معترضين على إدخال أي تعديلات على الأصل بذريعة حماية حقوق النشر والتأليف. واعتبرت المحكمة في قرارها أن «التطورات التي يعيشها المجتمع تقتضي تغييرات مهمة كتلك».