أدمغة «سائقي التاكسيات السوداء» في لندن.. أكبر من المعدل وأكثر مرونة

في دراسة علمية مثيرة

TT

يرى باحثون علميون أن قطاعا من أدمغة سائقي تاكسيات العاصمة البريطانية الشهيرة يختلف عنه في أدمغة الناس العاديين؛ إذ إنه أكبر حجما وأكثر مرونة. وفي دراسة أوردتها بالأمس الخدمة العلمية لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، جاء أن قطاع الـ«هيبو كامبوس» الخلفي من الدماغ أكبر حجما من المعدل عند من يعرفون بـ«سائقي التاكسيات السوداء» الشهيرة، الذين يحفظون عن ظهر قلب خريطة «المعرفة» الخاصة بنحو 25 ألف شارع في المدينة التي تعتبر إحدى كبريات مدن العالم.

الدراسة، التي نشرت حصيلتها إلكترونيا في موقع «كارنت بيوبوجي»، تقول إن كبر حجم الـ«هيبو كامبوس» عند هؤلاء السائقين كان معروفا في الأوساط العلمية منذ قرابة عقد من الزمن، غير أن ما كان مجهولا للعلماء والباحثين هو ما إذا كان الحجم قد كبر بفضل الممارسة، أم أن كبره كان موجودا في الأصل، وبالتالي سهل على السائقين النجاح في حفظ الكمية الهائلة التي يحفظونها من المعلومات الملاحية والجغرافية.

وبالتالي، لحسم الجدل في هذا الشأن، تابع العلماء 3 فئات، تضم الأولى المتدربين الذين أكملوا بنجاح اختبار «المعرفة» الخاص بالمعلومات الملاحية وتأهلوا لوظيفة «سائق تاكسي أسود»، وتضم الثانية أولئك الذين سقطوا في الاختبار وحرموا من الحصول على الوظيفة، والثالثة هي عينة قياسية لا تضم سائقين. وطيلة 4 سنوات جرى فحص أفراد الفئات الثلاث وإجراء مسوح على أدمغتهم، قبل التدريب وأثناءه وبعده. واكتشف العلماء بنتيجة الفحوص أنه لا اختلاف بين أدمغة المتدربين الناجحين في الفئة الأولى وأدمغة أفراد الفئتين الأخريين، لكن بعدما تعلم السائقون معلومات «المعرفة»، نما عندهم قطاع الـ«هيبو كامبوس»، فغير قدراتهم العقلية. وفي المقابل بقي حجم القطاع نفسه على ما هو عليه عند من أخفق في اجتياز الاختبار. وبالتالي، خلص العلماء إلى أن لدى «سائقي التاكسيات السوداء» أفضلية كامنة طبيعية، وأن أدمغتهم «أكثر مرونة وطواعية» من غيرهم.