العائلة المالكة الإسبانية تحاول احتواء أزمة فساد

مزاعم بتورط زوج ابنة الملك خوان كارلوس

TT

حاول القصر الملكي الإسباني مواجهة فضيحة فساد غير مسبوقة كانت تطبق على الأسرة الملكية.

وقال رافاييل سبوتورنو رئيس بروتوكول القصر الملكي للصحافيين إن سلوك وايناكي أوردنجارين زوج الأميرة كريستينا «لا يبدو مثاليا»، معلنا أن دوق بالما دي مايوركا لن يشارك في الأنشطة الرسمية المالكة في الوقت الراهن.

وترك سبوتورنو الباب مفتوحا أمام إمكانية أن تختفي الأميرة، 46 عاما، من الحياة العامة، مكتفيا بالتعليق على موقفها بعبارة «سنرى». وتزوجت كريستينا من لاعب كرة اليد الأولمبي السابق 43 عاما، الذي لا ينتمي للعائلة الملكية في عام 1997.

والأميرة هي الابنة الوسطى بين أبناء الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا الثلاثة والسابعة في ترتيب ولاية العرش. ولديها هي وأوردنجارين أربعة أطفال.

وبدا أوردنجارين الوسيم واللطيف صهرا رائعا للعائلة الملكية حتى بدأت تظهر تقارير صحافية تشير إلى أنه أصبح متورطا في صفقات تجارية فاسدة في جزر الباليار وفي إقليم فالنسيا الشرقى.

ويحقق ممثلو الادعاء في معاملات معهد «نووس» غير الهادف للربح الذي رأسه الدوق منذ عام 2004 إلى 2006.

ويزعم أن أوردنجارين وشريكه دييغو توريس استخدما المعهد لتنظيم أحداث ذات صلة بالرياضة والسياحة وتحويل ملايين اليوروات من الأموال العامة والخاصة إلى شركاتهما الخاصة.

وجرى بالفعل اعتبار توريس مشتبها به رسميا في القضية ومن المتوقع أن يتبعه أوردنجارين، مما سيجعله أول عضو في العائلة المالكة يتورط في قضية جنائية.

ونقلت صحيفة «إل باييس» اليومية عن محققين قولهم إن كريستينا تشاركه في المعهد وواحدة من شركاته ولكنها ليست على دراية بتفاصيل تعاملاته المالية.

ويتم الآن الربط بين قرار الزوجين الانتقال إلى الولايات المتحدة في عام 2009 وقضية الفساد التي بدأ المحققون النظر فيها في ذلك الوقت.

وزار أوردنجارين إسبانيا مؤخرا لتحضير دفاعه، ثم زارت الملكة صوفيا كريستينا وزوجها في واشنطن وسمحت بأن يتم التقاط صور فوتوغرافية لها مع الزوجين في ما تم تفسيره بأنه إشارة على دعمها لهما.

وتردد أن الملك خوان كارلوس وولي العهد الأمير فيليب أصيبا بالصدمة وتعمدا أن ينأيا بنفسيهما عن أوردنجارين. وقال الدوق في مطلع الأسبوع إنه يستنكر «الضرر الخطير» الذي تسببت فيه التغطية الإعلامية المستمرة «لأنشطته الخاصة» للعائلة المالكة.

وقال محاميه: «إنه يشعر بالقلق والاستياء وقدر من الغضب إزاء ما يصدر عن وسائل الإعلام»، مؤكدا أن موكله بريء.

وفي الوقت نفسه، اتخذ القصر الملكي تدابير لمنع الفضيحة من أن تتحول إلى كرة ثلج تطول بشكل عام الملكية. وأعلن سبوتورنو أن القصر سيبدأ نشر تفاصيل إنفاق ميزانيته السنوية التي تبلغ 8.4 مليون يورو (11 مليون دولار). وتعتبر هذه الميزانية متواضعة نسبيا مقارنة مع بعض ميزانيات الأسر المالكة في دول أوروبية أخرى، ولكن الأحزاب الجمهورية المنتمية لأقصى اليسار والأحزاب الإقليمية تدعو منذ وقت طويل للمزيد من الشفافية حول كيفية قيام الملك بتقسيم الميزانية. وفي الأسبوع الماضي، أعلن القصر أيضا أنه سيخفض الأنشطة الرسمية لكريستينا وشقيقتها الكبرى إيلينا مثلما كان مخططا قبل الكشف عن فضيحة أوردنجارين.

وكتب المعلق خوان كارلوس اسكودير في صحيفة «بوبليكو» اليومية أنه إذا تم الإعلان رسميا عن اعتبار أوردنجارين مشتبها به في قضايا فساد، «فإن تنازلا مبكرا من قبل الملك قد يوقف النقاش على قضية الملكية والجمهورية الذي تم تأجيله للعديد من المرات». وحتى الآن، رفض أكبر حزبين في إسبانيا؛ الاشتراكيون والمحافظون، كل محاولات الأحزاب الأصغر إثارة التساؤلات حول الملكية.

وقال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو المنتهية ولايته: «أعتقد أنه، مؤسسيا، سيعرف الملك كيفية التعامل مع هذا الوضع».