الأسود تعود إلى بهو السباع في قصر الحمراء

بعد 4 سنوات من الترميم

عملية إعادة أسود نافورة السباع في قصر الحمراء بالأندلس (إ.ب.ا)
TT

أخيرا، وبعد انتظار طويل، بدأت، يوم الاثنين، عملية عودة الأسود إلى مرابضها في بهو السباع بقصر الحمراء، في غرناطة جنوب إسبانيا، بعد عمليات ترميم استمرت 4 سنوات شارك فيها أكثر من مائتي خبير في مختلف المجالات ومن مؤسسات كثيرة، وكلفت ملايين اليوروات.

ولم يتم الخبراء في اليوم الأول من العملية غير نصب أسد واحد، ويرمز إليه برقم 8، ويزن 300 كيلوغرام، في عملية بطيئة ودقيقة ومعقدة؛ حيث تم نقله من قصر الملك كارلوس الخامس إلى بهو السباع، وتم نصبه في مكانه بعد حسابات بالملليمترات، من قبل الخبراء، وستستمر عملية النقل في الأيام المقبلة.

شارك في حفل نصب الأسد مديرة قصر الحمراء ماريا دي ألمار بيافرانكا، وباولينو بلاتو، المستشار الثقافي لحكومة الأندلس المحلية، الذي وصف العملية بأنها «حدث تاريخي».

وسيعود الماء ليجري في النافورة ولتقذف به الأسود من أفواهها، كما كان أيام الحكم العربي في غرناطة، بعد أن اكتشف الخبراء أن الماء الذي يسري داخل المجاري يحمل مواد معدنية، وهذه المواد، خاصة الكلس، تجمعت داخل المجاري وعرقلت سير الماء، مما أدى إلى توقفها عن العمل، وقد تم تحديث المجاري كي لا تتكرر المشكلة.

وأبرز ما اكتشفه الخبراء، بعد عمليات الترميم، أن هذه الأسود ليست متشابهة تماما؛ إذ تشكل كل 4 منها مجموعة متشابهة، وكل مجموعة تختلف عن الأخرى في الهيئة العامة، وشكل الأنف والأذنين والذنب وتسريحة الفرو.

كان الخبراء يحذرون، منذ فترة طويلة، من أن نافورة السباع تتعرض للتآكل، كما أن لونها أصبح غامقا، حتى بدأت عملية ترميم واسعة شملت بهو السباع بالكامل، بعد دراسة دقيقة لكل ما تتعرض له من مشاكل، شارك في هذه العمليات كلها خبراء من عدة دوائر ومؤسسات متخصصة مثل دائرة الإدامة في قصر الحمراء، ومعهد التراث الثقافي الإسباني، والمعهد الأندلسي للتراث التاريخي، ومعهد المهندسين في أشبيلية، وعدة أقسام من جامعة غرناطة.

يُشار إلى أن بهو السباع الذي بناه الغني بالله محمد الخامس، المتوفى عام 793م (1391م)، يعد من أبهر أماكن الحمراء وأكثرها جذبا للزوار، وهو بطول 28.5 متر، وعرض 15.7 متر، ويحيط به 124 عمودا رشيقا من المرمر. وفي وسط البهو الـ12 أسدا، اصطفت بشكل دائري وهي تحمل حوضا من المرمر، وفي وسط الحوض نافورة، وعلى جانب الحوض نقشت قصيدة للوزير الشاعر ابن زمرك 733 - 793هـ (1333 - 1394م) في 12 بيتا، وهي جزء من قصيدة 47 بيتا، وفيها مدح السلطان محمد الخامس ووصف النافورة والقصر.