فرنسا: الجيش ينزل إلى المطارات لتعويض عمال مضربين

ساركوزي رفض اتخاذ إجازة المواطنين في العيد رهينة

TT

في خطوة غير مسبوقة، نفذ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تهديده وأنزل قوات من الجيش والشرطة، أمس، لتحل محل عمال الأمن الذين يقومون بإضراب يعرقل، منذ ستة أيام، حركة الطيران في عدد من المطارات الفرنسية وأبرزها مطار «سانت إكزوبيري» في مدينة ليون، جنوب البلاد، و«شارل ديغول» في ضاحية باريس الشمالية، و«أورلي» جنوبها، ومطارات «تولوز» و«نيس» و«بوفيه». واعتبر مستخدمو الشركات الخاصة التي تؤمن خدمات الأمن وتفتيش الركاب هذه الخطوة بمثابة اعتداء على حق العمال في الإضراب لتحسين شروط العمل.

ويأتي الإضراب في موسم من السنة يزدحم، عادة، بالمسافرين حيث يتوجه الفرنسيون لقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة خارج البلاد أو مع عائلاتهم داخلها. وبعد فشل المحاولات الجارية لفك الإضراب الذي التزم به 98 في المائة من العاملين في شركات أمنية خاصة متعاقدة مع مطارات فرنسا، طلب ساركوزي من وزرائه اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحل المشكلة وتأمين راحة المواطنين لقضاء عطلة العيد كما خططوا لها. وقالت فاليري بيكريس، الوزيرة المتحدثة بلسان الحكومة، إن الرئيس رفض أن يتخذ البعض إجازات الفرنسيين بمثابة الرهائن. لكن العمال اعتبروا من الخطورة بمكان قرار إنزال العسكر والشرطة للقيام بأعمال لم يتدربوا عليها، ووصفوا خطوة الحكومة بأنها محاولة ضبابية للإيحاء بأن الأمور في المطارات تسير على ما يرام.

وحسب مسؤول نقابي فإن أفرادا من العسكر والشرطة يبلغ عددهم نحو 400 شخص تولوا مهمات مراقبة الحقائب عبر الكاميرات وتفتيش المسافرين المشتبه فيهم والتأكد من مرورهم عبر البوابة الإلكترونية، قبل التوجه إلى الطائرات. ورغم تأخر إقلاع عدد من الرحلات بسبب الفوضى التي تسبب فيها غياب مستخدمي شركات الأمن عن مواقعهم، فإن حركة الطائرات تمت «بشكل طبيعي» طوال نهار أمس، حسب إدارة المطارات في باريس.

ويحصل مستخدم الأمن في المطار على مرتب شهري يبلغ 1543 من اليوروات شهريا. وهم يطالبون بزيادة أجورهم بما يعادل 200 يورو شهريا، لأنهم يشتغلون في جميع أيام الأسبوع. ورغم الخسائر المادية التي يتحملونها، فإن العمال قد عقدوا النية على المضي في إضرابهم حتى آخر أيام السنة، إذا تطلب الأمر.