الألمان يشترون أشجار أعياد الميلاد بـ1.1 مليار دولار

أيام تثير هوس الاستهلاك

TT

أعياد الميلاد على الأبواب، وهي الأيام الوحيدة التي تثير هوس الاستهلاك في ألمانيا، إلى حد فقدان الوعي الاقتصادي. وفضلا عن هدايا الأعياد التي كلفت عدة مليارات هذا العام خصص الألمان هذا العام مبلغ 700 مليون يورو، أو 1.1 مليار دولار، لشراء أشجار أعياد الميلاد.

هذا يعني أن استهلاك الألمان، الواعين بيئيا عادة، للأشجار الإبرية المزينة بالمصابيح والكرات الملونة والنجوم اللامعة، قد ازداد بشكل ظاهر. وزاد معه، من ثمة، عدد الأشجار التي ستجد طريقها إلى المزابل والمحارق بعد أيام من انتهاء الأعياد.

بالأرقام اشترى الألمان عام 2011 أكثر من 29 مليون شجرة، ودفعوا 700 مليون يورو ثمنا لها، أي ما يزيد بنسبة 70.1 في المائة عن عام 2000. وهذا يظهر أن كل منزل ألماني، باعتباره عائلة أو فردا، خصص مبلغ 17 يورو لشراء شجرة عيد ميلاد طبيعية، وهذا لا يشمل عدد الأشجار الاصطناعية بالطبع. وحسب الإحصائية التي نشرتها صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار، نقلا عن إحصائية اتحاد منتجي الخشب الألمان، فإن 70 في المائة من الأشجار المباعة تم إنتاجها وطنيا، في حين تم استيراد المتبقي من البلدان الاسكندنافية. ويكمن السبب في ازدياد عدد الوحدات السكنية الفردية، الناجم بدوره عن ارتفاع حالات الطلاق والانفصال. ثم وجود ميل ظاهر نحو شراء الأشجار الطبيعية على حساب الأشجار الاصطناعية.

أورسولا جايسمان، من اتحاد منتجي الخشب الألمان، قالت إن هذا العام شهد إقبالا خاصا من المتاجر والشركات والمدارس.. إلخ على شراء الأشجار، هذا إضافة إلى ظهور «موضة» وضع أشجار أعياد ميلاد صغيرة في البلكونات كزينة. المتحدثة لاحظت أيضا أن حركة السياحة من ألمانيا إلى الخارج، خلال أيام أعياد الميلاد، قد تضاءلت أيضا في السنوات الأخيرة، وهذا يعني تفضيل البقاء في الوطن لقضاء أعياد الميلاد.

على أي حال، وعلى الرغم من زيادة الاستهلاك، فقد بقت أسعار الأشجار الإبرية ثابتة، ودفع المواطن هذا العام مبلغ 16 - 20 يورو عن كل متر من أشجار الصنوبر، ومبلغ 10 - 14 يورو عن كل متر من أشجار الشربين.