بلاستيك في أحشاء 95% من طيور بحر الشمال

حماة البيئة رصدوا ظاهرة «موت الطيور البلاستيكي» منذ 50 سنة
TT

سبق لمنظمة «غرين بيس»، التي تعنى بالبيئة، أن حذرت من تحول كوكب الأرض إلى «كوكب بلاستيكي» بفعل انتشار النفايات البلاستيكية في البحر، وعلى اليابسة، وتسللها بنسب متصاعدة إلى دماء البشر.

لا تحذيرات حماة البيئة نفعت، ولا قوانين الاتحاد الأوروبي الخاصة بحماية البيئة البحرية نفعت، لأن نتائج آخر دراسة حول تلوث البيئة البحرية بالبلاستيك تشير إلى أن هذه المادة الضارة بالبيئة تسللت إلى معدات 95 في المائة من طيور بحر الشمال، بشتى أنواعها.

وكان حماة البيئة قد رصدوا ظاهرة «موت الطيور البلاستيكي» منذ 50 سنة، لكن الأمور تفاقمت كثيرا في العقدين السابقين. وعثر العلماء، في أجساد الطيور النافقة، على كرات كبيرة من البلاستيك، تراكمت بالتدريج في معداتهم، وأدت إلى نفوقهم بسبب عدم إمكانية وصول الغذاء إلى المعدة.

المعطيات الأخيرة حول «الشبع البلاستيكي» أوردها معهد أبحاث المصادر البحرية والأنظمة البيئية في روتردام. وعمل علماء المعهد بين 2003 و2007 على فحص نسبة البلاستيك في معدات 1300 طائر، من مختلف المناطق في بحر الشمال، ومن مختلف أنواع الطيور البحرية، وتوصلوا إلى أن البلاستيك يوجد في معدات 95 في المائة من هذه الطيور.

نشرت الدراسة في دورية «التلوث البيئي» (العدد 159 لسنة 2011)، وجاء فيها أن 5 في المائة فقط من معدات الطيور كانت خالية من الكرات البلاستيكية. وكان وزن البلاستيك في كل معدة يزيد على 300 ملغم في 50 في المائة من الحالات. وهي نسبة عالية قياسا بحجم معدة الطائر، علما بأن اتفاقية الاتحاد الأوروبي تقضي بالحفاظ على نسبة بلاستيك في معدات الطيور لا تزيد على 100 ملغم في 10 في المائة من مجموع الطيور.

الخبر المفرح الوحيد في الدراسة هو أن تسلل النفايات البلاستيكية إلى المياه لم يرتفع في الفترة الأخيرة، ويعود الفضل في ذلك إلى تحسن طرق إعادة تدوير البلاستيك، وحرص شركات الإنتاج على تدويره اقتصادا بالكلفة. وتعتبر السفن، وسكان السواحل أيضا، من أهم ملوثي البيئة البحرية بالنفايات البلاستيكية.