دائرة البريد الألماني تدرب سُعاتها على تجنب عضات الكلاب

تتحدث عن وقوع 2000 ضحية سنويا

TT

لا أحد يعرف سرّ عداء الكلاب الأزلي لسُعاة البريد، لكن النظرية النفسية الأعم تتحدث عن شم الكلاب لرائحة الذعر التي تنبعث عن الإنسان. هذه الحالة تبدو مثل جدل سفسطائي حول أولوية البيضة والدجاجة، لأنه من غير الثابت ما إذا كان ذعر السعاة ناجما أصلا عن عضات سابقة.

دائرة البريد الألمانية تتحدث عن 2000 ساعي بريد يتعرضون للعض سنويا من قبل الكلاب. هو عدد كبير قياسا بعدد موظفي البريد الألماني الذي لا يزيد عن 170 ألفا (إحصائية 2008)، لكنه قليل بالطبع قياسا بعدد الكلاب في ألمانيا البالغ 5.4 مليون حسب إحصائية 2010.

وحسب الإحصائية فإن هذه العضات لم تتسبب بها كلاب كبيرة وعدوانية فقط، وإنما كلاب صغيرة وغير عدوانية أيضا، يبدو أن «مؤخرة» ساعي البريد تثير فيها شهية العض، فالمؤخرة أكثر أجزاء جسم السعاة عرضة للعض، تليها الأقدام والأيدي.

وهذه العضات تترك آثارا جسدية وتخلف ندبا ظاهرة على أجساد سُعاة البريد، لكنها تترك آثارا نفسية طويلة المدى، ويبقى المعضوض يعاني من «ذعر الكلاب» مدى الحياة. هذا يكلف البريد ملايين اليوروات التي تذهب إلى الرعاية الصحية والنفسية. وتضطر الدائرة، مع تزايد عدد العضات والمعضوضين، إلى رفع مخصصات الخطورة للعاملين في البريد كل سنة. مع ملاحظة أن هجمات الكلاب لا تجري في حدائق البيوت فحسب، وإنما في الشركات والمكاتب أيضا.

دائرة البريد قررت هذا العام إدخال سُعاة البريد في دورات خاصة لتعلم كيفية تجنب «المواجهة» العدائية مع الكلاب. ويقول المدرب ميشائيل بورن إن لكل كلب 42 سنا، ويستطيع، بغض النظر عن حجمه، أن يضغط بقوة 75 كلغم بين فكيه، وهو ما يكفي لطحن عظام أغلظ ساعي بريد.

الدرس الأول هو أن لا يصاب ساعي البريد بالذعر وأن يحافظ على رباطة جاشه، وأن يتجنب النظر في عيني الكلب مباشرة. الدرس الثاني هو أن لا يدير ساعي البريد ظهره ويهرب، لأن الفكين سينطبقان بالتأكيد على أبرز جزء من عجيزته.