الألمان يهدرون 15 مليون ساعة عمل في الكلام عن سفراتهم السياحية

في دراسة طريفة

سياح عائدون من شمس إسبانيا للتكلم عن رحلاتهم
TT

تعتبر ألمانيا البلد الأول المصدر للسياح في أوروبا، إذ يعمل الألماني بجهد كبير والتزام أكبر طوال السنة لكي يتجه إلى البلدان المشمسة صيفا، وذلك قبل أن يستجمع قواه ثانية للعمل. ويقال إنه يكفي أن تسأل ألمانيا «كيف كانت رحلتك؟» حتى يبعث الصداع في رأسك بالتفاصيل المملة لرحلته السياحية الاستجمامية.

وهكذا، فإن ولع الألمان بالكلام عن رحلاتهم السياحية معروف، وهم يستغلون في ذلك لقاءاتهم بعد العودة من رحلاتهم، وفي كل فرصة ممكنة، حتى أثناء فترة الغداء القصيرة. والمدهش في الأمر أنهم لا يقولون الحقيقة دائما عند الحديث عن متعة الرحلة، إذ يعترف 22 في المائة منهم بأنهم يكذبون على الآخرين رغبة منهم في إظهار أن رحلتهم كانت أجمل ما تكون.

موقع «لاست مينيت» المتخصص المعروف أجرى استفتاء بين الآلاف من رواده على الإنترنت، وتوصل إلى أن الألماني يتحدث أثناء فترة العمل 25 دقيقة كمعدل عام عن عطلة الصيف وكيف أمضاها، بدءا من حزمه الحقائب في البيت قبل الرحلة، وانتهاء بإعادة تفريغها بعد العودة.

ولأن هناك أكثر من 20 مليون ألماني، بين موظف حكومي ومستخدم في شركات.. إلخ، فإن مجموع ما يهدره الألمان في الحديث عن سفراتهم السياحية، أثناء فترة العمل، يبلغ نحو 15 مليون ساعة. ولا يمكن الحديث هنا عن فارق ظاهر بين النساء والرجال لأن الجميع في كلام السياحة «متساوون».

الموقع حسب أن الثرثرة عن السياحة تكلف الاقتصاد الألماني 31,15 يورو في الساعة، وهو ما يرفع إجمالي الخسائر الاقتصادية إلى 465 مليون يورو سنويا. وعلى المستوى الأوروبي لا يغلب الألمان في مضمار الثرثرة عن السياحة سوى الآيرلنديين لأن كلا منهم يتكلم 26 دقيقة عن رحلته.

بقي أن نشير إلى أن مواضيع الحديث الأهم هي الجو والشمس، ومستوى الخدمة في الفندق، وجودة الطعام المقدم، والسباق اليومي لاحتلال كنبات التشمس حول برك السباحة في الفنادق، والمغامرات العاطفية والتذكارات. وتجمع الغالبية على أن المدير لا يحتج على الثرثرة حول السياحة لأنه لا يقل ثرثرة في الموضوع عن موظفيه. ولكن يبدو أن الرجال أكثر هدرا للوقت في الكلام عن السياحة من النساء، لأن الأخيرات يتمتعن بقدرة لا يمتلكها الرجال، وهي الثرثرة والعمل في آن واحد.