جيسكار ديستان يسعى لأن يدفن في حديقة.. لا في مقبرة

ميتران سبقه إلى المحاولة عندما اشترى 10 أمتار مربعة على قمة هضبة تاريخية

TT

في عز الحملة الجارية لانتخابات الرئاسة في فرنسا، طلع الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان بطلب غريب، هو رغبته بأن يدفن، بعد موته، في حديقة تقع في أوتون، البلدة الصغيرة التي تتحدر منها زوجته السيدة آن - إيمون، في وسط فرنسا، وخارج مقبرتها. ومع أن جيسكار (85 سنة) لم يمارس أي وظيفة سياسية أو بلدية في أوتون، فإنه يعتبر شخصية معروفة هناك، وقد أقام عرس إحدى ابنتيه في البلدة، ولذا فهو مرتاح لفكرة الرقاد الأبدي في تلك المنطقة، لكنه لا يريد أن يوارى الثرى في مقبرتها ووسط قبور الأهالي.

كانت زوجة الرئيس الأسبق قد اشترت، قبل سنتين، أرضا مساحتها 1000 متر مربع تطل على المقبرة، غير بعيد عن مدافن أسرتها، ثم تقدمت بطلب لرخصة تشييد مدفن لزوجها في تلك الأرض، لكن العمدة الحالي للبلدة رفض الطلب، واستند العمدة في الرفض إلى قانون لا يجيز الدفن في الحدائق إلا للموتى الذين لا يوجد لهم مكان في المقابر، شرط أن تكون الحديقة تبعد بأكثر من 35 مترا عن حدود البلدة. وبخلاف ذلك، لا بد من موافقة استثنائية من الإدارة. وحاليا، يجري جيسكار اتصالات مع مسؤولي المنطقة للحصول على الموافقة المطلوبة لكي يشيد مدفنا خاصا بعائلته. وما يذكر هنا أن زوجة ابن الرئيس الأسبق لوي جيسكار ديستان كانت قد توفيت في الصيف الماضي ودفنت في موضع يمكن أن يكون مؤقتا.

من ناحية أخرى، ليست رغبة جيسكار فريدة من نوعها، فقد سبقه إليها رئيس فرنسي أسبق آخر هو غريمه الاشتراكي اللدود فرنسوا ميتران، إذ اشترى هذا الأخير، عندما كان في الحكم، شريطا من الأرض بمساحة 10 أمتار مربعة على قمة هضبة بوفري، وسط فرنسا، بمبلغ فرنك واحد، على أمل أن يدفن فيه. ونشأ تعلق ميتران بالموقع لأنه يرتبط بأحداث تاريخية مهمة، لكن رغبة ميتران في أن يدفن هناك لم تتحقق، إذ غير رأيه لاحقا واختار أن يوارى الثرى في مسقط رأسه بلدة جارناك، وسط غرب البلاد.