اختيار «جرائم الدونر كباب» أبشع التعابير الألمانية 2011

لأنه لا يخلو من عنصرية موجهة ضد الأتراك

TT

تحوّل سندويتش «الدونر الكباب» (الشاورمة) في سنوات نصف القرن السابق إلى الأكلة الشعبية الأولى في ألمانيا. وليس غريبا حينها أن تحدد وزارة الصحة الألمانية محتويات «الدونر كباب» على أنه سندويتش يحتوي على 50 غم على الأقل، من لحم البقر أو الضأن، إلى جانب السلطة.

وظلت وجبة «الدونر كباب» اللذيذة، التي تكفي لإشباع إنسان، ابتكارا غذائيا تركيا رغم امتلاكها قلوب ملايين الألمان، لكن أن يستخدم «الدونر كباب» للصق جرائم المنظمات النازية بالأتراك، فهو من أبشع اختراعات الصحافة الألمانية عام 2011.

جمعية اللغة الألمانية اختارت تعبير «جرائم الدونر كباب» كـ«أبشع تعبير» استخدمته الشرطة والصحافة، على حد سواء، عام 2011. وللعلم، كانت الشرطة والصحافة الألمانيتان قد دأبتا على استخدام هذا التعبير طوال أكثر من عشر سنوات لوصف سلسلة جرائم طاولت أصحاب المطاعم التركية.

وأودت هذه الجرائم حتى الآن بحياة 8 أتراك ويوناني واحد، رغم أن «الشاورمة» اليونانية تحمل اسم الـ«غيروس بيتا». ولقد أوضحت نينيا يانيش، الناطقة الرسمية باسم جمعية اللغة الألمانية، أن الجمعية اختارت تعبير «جرائم الدونر كباب» كـ«أبشع تعبير» لأنه استخدم لوصف ضحايا الجرائم بسبب أصولهم الأجنبية، ولأنه ألصق جرائم المنظمات النازية بممثلي شعب واحد.

وما يذكر أن الشرطة الألمانية كانت قد ألقت القبض قبل شهرين على خلية نازية سرية كانت مسؤولة عن اغتيال أصحاب المطاعم في عدة مدن ألمانية. وتبلورت تكهنات، نشأت في مجرى التحقيقات، تشي بأن الشرطة تغاضت عن هذه الحقيقة طوال السنوات الماضية، أو أن بعض رجالها متورط في الموضوع. ولقد سبق للشرطة اتهام «المافيا التركية» بارتكاب الجرائم بسبب امتناع الضحايا عن الخضوع إلى الابتزاز.

وأيد لودوفيغ أيشنغر، رئيس معهد اللغة الألمانية في مدينة مانهايم، ورئيس أكاديمية الشعر في مدينة دارمشتادت (وكلتاهما في غرب البلاد)، رأي «الجمعية»، فعلق على الموضوع بالقول إن تعبير «جرائم الدونر كباب» لا يتطابق مع الحقيقة، ولا يخلو من توجهات عنصرية.