خلاف حول أول أنوار مرور «بيئية» في ألمانيا

حزب الخضر ينير الضوء الأحمر في وجه المشروع

TT

يعتبر شارع كويب، الذي يطلق عليه لقب «اسطنبول الصغيرة» في حي مولهايم العمالي، بضواحي مدينة كولون الألمانية، من أكثر شوارع مدن ألمانيا تلوثا بالغازات المنطلقة من عوادم السيارات. وتسجل دائرة البيئة معدلات عالية من غاز ثاني أكسيد الكربون والسخام في هذه المنطقة في مختلف فصول السنة.

بلدية حي مولهايم اقترحت، كتجربة رائدة في ألمانيا، تزويد هذا الحي بنظام أنوار مرورية بيئي يضمن ألا تتجاوز نسبة الغازات والسخام الحد المقرر من قبل وزارة البيئة. وتنطلق ألوان أنوار المرور «الرؤوفة» بالبيئة حسب نسبة التلوث في الشوارع. فهي ترتبط مباشرة بمركز قياس التلوث في مدينة كولون ومحيطها، فتطلق النور الأخضر لمدة أطول كي تسرع من مرور السيارات عند حصول زحام يرفع انطلاق الغازات من عوادم السيارات، ثم تعود إلى النظام الطبيعي في الحالات الاعتيادية.

هذا ليس كل شيء، لأن الأنوار الأخرى، عند أطراف الحي، تطلق النور الأحمر لفترة أطول كي توقف تدفق السيارات إلى الحي عند تجاوز نسبة التلوث الحدود، في حين تسمح أنوار مرور أخرى بتدفق السيارات إلى خارج الحي، ولمدة أطول، بفضل النور الأخضر.

هارتموت زوريش، المسؤول عن النقل في بلدية كولون، تحدث عن دراسة تتوقع أن يسهم نظام المرور البيئي هذا في خفض نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من السيارات بنسبة 25 في المائة على مدار السنة. وأشار إلى أن الخطة الأولية تشمل تغيير 14 نقطة من نقاط أنوار المرور التقليدية إلى أنظمة مرور بيئية كي تفي بهذا الغرض.

الغريب في الأمر أن ممثلي حزب الخضر البيئي في بلدية المدينة صوتوا ضد المشروع في محاولة لوقفه، لكن اصطفاف حليفهم التقليدي، الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي)، إلى جانب المقترح قد يمهد الطريق لنصب أول أنوار مرور بيئية في ألمانيا.

خبيرة حزب الخضر، بيتينا تول، بررت موقف حزبها بالقول «إنه لا فائدة ترجى من المشروع لأنه لا يقلل انبعاث الغازات الضارة في المنطقة، بل يحولها إلى مناطق أخرى من المدينة». فأنوار المرور البيئية، حسب رأيها «ستحل مشكلة الزحام حول حي مولهايم، لتزيد الزحام في الأحياء القريبة. والسخام لن ينزل على بيوت شارع كويب مستقبلا، لكنه سينزل على سكان بيوت الشوارع القريبة، التي تؤدي إلى الطرقات السريعة».