هل للنمسا وجهان؟.. انتهى الحفل الراقص اليميني والضجة لم تنتهِ بعد

TT

وأخيرا انتهى الحفل بخيره وشره، رقص حضوره، وتظاهر معترضوه، بينما لا يزال الجدال الذي أعاده للأذهان محتدما جنبا إلى جنب أسئلة من قبيل: هل للنمسا وجهان؟ وكيف يتم تصنيفها؟ ضحية للنظام النازي الذي غزاها 1938، أم حليفه الأول؟

الحفل سبب المشكلات التي طارت أصداؤها لخارج القارة الأوروبية مما عاود الحديث عن موقف النمسا من النظام النازي، هو حفل راقص نظمته جماعات يمينية متهمة بالتطرف واحتضان منظمات النازية الجديدة ضمن موسم الكرنفالات التقليدي الذي تحتفل به النمسا سنويا في الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى مارس (آذار).

ما أثار الضجة على وجه الخصوص أن توقيت الحفل جاء متزامنا مع الذكرى السنوية الـ67 لتحرير المعسكر النازي أوشفيتز الذي تقول مصادر إن حكومة دولة الرايخ الثالث حرقت فيه ثلثي يهود أوروبا.

ومما أثار الحنق أكثر أن الحفل أقيم في قاعة الاحتفالات الكبرى بقصر الهوفبورغ على بعد بضعة أمتار فقط من ميدان هيلدن، حيث أقيمت مراسم إحياء الذكرى السنوية.

وهكذا انقسم قطاع كبير من المجتمع النمساوي ما بين يميني يحتفل ويرقص، وحزين يجتر الذكرى الأليمة، بينما فضلت قطاعات يسارية نشطة التظاهر ضد الحفل ليمينيته أولا ولإصراره على التوقيت ثانيا، بينما وفرت الحكومة النمساوية قوات شرطة كافية ليحقق كل طرف مقصده.

المحتفلون وفي مقدمتهم قيادات حزب الحرية اليميني، ثاني أقوى الأحزاب النمساوية واليميني الأول أوروبيا، استنكروا الاعتراض على حقهم كبقية النمساويين في الاحتفال، نافين أن يكون الحفل وكرا لوجوه النازية الجديدة والقيادات اليمينية الأوروبية المتطرفة، وإن أكدت مصادر حضور ماريان لوبين رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية وفيليب كلاييس زعيم الحزب اليميني البلجيكي، موضحين أنهم دأبوا على إقامة حفلهم سنويا يوم الجمعة الأخير من يناير.